24ـ ما هو العمود الفِقرَي للتقليد الأرثوذكسي؟
الاب رومانيدس – ترجمة د جورج عوض
لدينا في أيدينا كنز هو تعليم التقليد الأرثوذكسي الذي هو بهاء ونتيجة للخبرات الأبدية التي تتكرر وتتجدد وتُسجل بواسطة القديسين شركاء الطبيعة الالهية فى كل عصر. لدينا خبرات البطاركة والأنبياء وبعد ذلك خبرات الرسل والتي ندعوها كلها تمجيد. ويُمجَّد النبي يعني أنه يري مجد الله ، يُمجَّد الرسول يعني أن الرسول يري مجد المسيح والرسول حين يري مجد المسيح يتحقق من خبرته الذاتية بأن مجد المسيح في العهد الجديد هو مجد الله في العهد القديم. إذن المسيح هو يهوة العهد القديم، المسيح هو إلوهيم العهد القديم.
بالنسبة للروح القدس، ماذا يكون ـ لأنه ليس واضح في العهد القديم ـ يتحقق من خبرة الرسل. لأنه بالنسبة لهؤلاء يصير تكرار لخبرة الأنبياء بإختلاف أن الرسل مُجدَّوا بعد التجسد، والتلاميذ الثلاثة في التجلي علي جبل طابور، بل الكل إمتليء يوم الخمسين حيث وصلوا إلي أعلي قمة للتمجيد، الذي يمكن أن يصل الإنسان في هذه الحياة.
لدينا بعد الرسل خبرات القديسيين شركاء الطبيعة الالهية الذين هم آباء الكنيسة. هذا التعاقب لخبرة الشركة يستمر حتى اليوم. إذن هذه الخبرة هي العمود الفقري للتقليد الأرثوذكسي، كذلك أيضًا أساس المجامع المحلية والمسكونية، وقوانين الكنيسة والحياة الليتورجية للكنيسة حتى اليوم.
بالتالي، لو عُضِدَ المعلم الأرثوذكسي اليوم، بمعني لو صار دارس للتقليد الآبائي، ولو هو ذاته مَرَّ في مرحلتي التطهير والإستنارة ثم وصل إلي الشركة ، وتيقن هو ذاته بواسطة الروح القدس من حقيقة هذا التقليد، عندئذٍ فقط نستطيع أن نقول أنه إكتسب الموضوعية في منهجة اللاهوتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق