تعاليم آبائية للقديس يوحنا ذهبي الفم
د. جورج عوض إبراهيم
يقول الرب: "فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل
بها أُشبهه برجل عاقل بني بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهَبت الرياح
ووقعت على هذا البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسسًا على الصخر"[2].
يتسائل القديس يوحنا ذهبي الفم عن : ما هو الصخر الذي يجب أن نبني عليه بيتنا
وحياتنا؟ يقول إنه الأمور السماوية التي
هي أسمى من أي تغيّر وتحول. والأمور السماوية هي:
1-الإعتراف
بألوهية الابن: لأنه "كل مَنْ يعترف بي قدام الناس
أعترف أنا أيضًا به قدام أبي الذي في السموات ولكن مَنْ ينكرني قدام الناس أنكره
أنا أيضًا قدام أبي الذي في السموات"[3]،
2-نقاوة
القلب: "طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون
الله"[4]
3-المسكنة
الروحية: "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت
السموات"[5]
4-
الإطهاد من أجل البر: "طوبي للمطرودين
من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات"[6].
هكذا يُشير بولس الرسول دائمًا إلى
السموات، وليست هناك أي اشارة للأرض، ولا للأمور الأرضية؟ كثيراً ما نغرق أنفسنا
في أمور أرضية ومعيشية وننسى أن "سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضًا
ننتظر مُخلصًا هو الرب يسوع المسيح"[7].
وأيضًا ننسى وصية الرسول "اهتموا بما فوق لا بما على الأرض"[8]
وهذه البركة قد أُعطيت بالمسيح، وليس بواسطة موسى. حتى أننا لا نُمَيزَ فقط من حيث
الصفة حيق أن البركة سماوية، بل ومن جهة الوسيط أيضًا، كما يقول في الرسالة إلى
العبرانيين "وموسى كان أمينًا في كل بيتهِ كخادم شهادة للعتيد أن يتكلم به.
وأما المسيح فكإبن على بيته وبيته نحن"[9] إذن
ليتنا نبني حياتنا الجديدة في المسيح على الصخر الذي هو الأمور السماوية وليست
الأرضية التي هي وقتية مثل الرمل غير الثابت الذي هو عِرصة للرياح أن تزيله
وتبعثره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق