السبي والاسترقاق
د.جورج عوض إبراهيم
أكد الهلال
الأحمر العراقي صحة ما نشر حول قيام تنظيم ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"
بإنشاء سوق للرقيق وعرض نساء للبيع بأسواق مدينة نينوى كـ "سبايا".وأفادت وكالة "فرانس
برس" يوم الجمعة 8 أغسطس/آب نقلا عن المتحدث باسم الهلال الأحمر العراقي محمد
الخزاعي قوله إن "عناصر داعش خطفوا النساء من الأيزيديات والمسيحيات كسبايا، وعرضوهن
في أحد الأسواق لبيعهن ". وقد إقترحت الناشطة
الكويتية سلوى المطيري شراء جواري مسيحيات لغرض الجنس في الكويت.
الجدير بالذكر أن الخطاب الديني المتطرف في مصر بعد
ثورة 25 يناير قد امتلئ بكلمات ومصطلحات وأفكار تنتمى إلى الماضي السحيق : غزوات –
جواري – أهل ذمة – أسيرات - ....الخ لدرجة ان أحد الشيوخ دعا المجتمع إلى الرق
والجواري والجهاد لحل أزمة الفقر ، ويقترح أن نغزو مرتين او ثلاثة فى السنة لنحل
أزمتنا من الفقر . هكذا عجز هذا الخطاب الديني على التواصل مع العالم المحيط الذى
يتبنى بنية فكرية حديثة مثل : المواطنة ، قبول الآخر ، الحرية والعدالة بمفهومهما
المتقدم والحديث.
إن الزمن ليس ساكن بل متحرك ويحمل معه المتغيرات
والرؤى ومفاهيم مغايره . الأمر الخطير هو أن المتطرفين جمدوا الزمن في أذهانهم بهدف وقف حركة التاريخ . هذا انتحار للمجتمع
الذي يُلقي نفسه في هوة الماضي السحيق،
مثل أهل الكهف الذين ناموا ازمنة عديدة ثم استيقظوا لكى يتعاملوا مع الناس بنفس
العملات القديمة التي دُفنت معهم ونفس الأفكار القديمة البالية.
التسلح
بالأطر الفكرية القديمة هى أحد الأسباب القوية لعودة المجتمع إلى الخلف وانغماسه
في مآزق لا يستطيع فيها ان يواجه المجتمع الدولي بكل تقدمه وحداثته ورُقيه ، مما
يجعله ينحاز للأقصاء والقتل والتهديد والمقاطعات وغيره. الواقع يُثبت فشل المجتمع
المقيم فى كهوف الماضي فى مسايرة التقدم والرقي وإحترام البشر وعدم التعامل معهم
كأشياء تُستخدم لإرضاء شهواتهم ونزواتهم الجنسية. إذن لكي تتقدم شعوبنا لا بُد من تبني
خطاب يحترم كرامة الانسان ويدفع أفراد المجتمع إلى قبول الآخر وتفعيل قدرات أفراد
المجتمع للبناء والبحث والعمل والابتكار والابداع . لكن للأسف اُبتلينا بمرض التقهقر الآدمي الذي يقودنا
بسرعة إلى الانضمام إلى مملكة الحيوان طبعاً إذا قبلت الحيوانات عضويتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق