الأحد، 21 سبتمبر 2014

الكنيسة ودورها

عظات للمؤمنين حديثاً: العظة الرابعة

الكنيسة ودورها

المطران ايروثيوس فلاخوس – ترجمة د جورج عوض
1ـ الكنيسة هى الفردوس الجديد
2ـ خارج الكنيسة يوجد ضلال
3ـ الرجوع إلي الفردوس
4ـ الأسرار الثلاثة المحورية
5ـ الكنيسة هي الجسد الحقيقي للمسيح
لأن حياة الإنسان الحقيقية تُوجد بالقرب من الله, لأجل هذا كان يجب على الابن الضال أن يرجع إلي بيته. لقد قلنا حتى الآن إن البيت هو الفردوس وشركة البشر مع الله. بعد السقوط, هذه الشركة صارت في الكنيسة التي هي الفردوس الحقيقي. بالتالي الإنسان الساقط يجب أن يرجع ثانيةً إلي بيته, الذي هو الكنيسة. ثم بعد ذلك, سوف نري البُعد الإكليسيولوجي والإفخارستي لمَثَل الإبن الضال, كما حلله القديس يوحنا ذهبي الفم.
هذا التحليل هو للمسيحيين وللموعظين, وبالتحديد تجاه هؤلاء الذين يتهيئون لأن يتعمدوا, والمدعوين المستنيرين. لأجل هذا السبب لدي هذا التحليل محتوي إفخارستي. إنه من المعروف أن فترة الصوم الاربعينى تهيئ الكنيسة بتركيز الموعظين لكي يقبلوا المعمودية. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أنه يجب أن نري محبة الله للإنسان خاصةً في هذه الفترة وللفائدة العامة ولأجل النجوم المستقبلية التي سوف تشرق من جرن المعمودية المقدس. المعمدون القادمون من جرن المعمودية يُدعوَّن نجوم لأنهم يُنيرون بواسطة نعمة الروح القدس. الشمس المنيرة هي الله والمعمدون يقبلون النور الذهني لشمس البر.
هناك حيث لا يُزرع قمح التعقل وكرمة الإنضباط يسود الفقر المدقع, والقحط الشديد. هذا لأن خارج البيت الروحي الذي هو الكنيسة يوجد جوع وحرمان روحي. مَنْ يشعر بهذه الحقيقة يقرر أن يرجع مرة أخري إلي بيته الذي هرب منه. الأب محب البشر ينتظره, والذي هو مستعد أن يظهر محبته ورأفته. ليست قضية تبادل تجاري, لكن إنسكاب المحبة للبشر. بالطبع, هذه المحبة والشركة تصير بأسرار الكنيسة. وكل الأوامر التي أصدرها الأب بعد رجوع إبنه تُظهر هذه الحقيقة: "فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ" (لو22:15ـ24). الحُلة التي أمر الأب أن يلبسوه إياها هي الحُلة الروحية التي صُنعت من نار الروح القدس. هذه الحُلة نُسجت في ماء المعمودية وتُظهِر أن الإنسان البعيد عن الله قد عُرَّي وفقد جماله. نعمة الله ألبسته وزينته بالمعمودية، يلبس المرء نعمة الله : "أنتم الذين إعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح". أيضًا بالمعمودية تتنقي صورة الله فى الانسان والتي أسودت وإظلمت بالسقوط.
الخاتم الذي لبسَّه في يده يُظهِر العربون الروحي وأنه يُلبَّس بواسطة الروح القدس. إنه مثال للتبني.إن كل أعداء الله يُخافون اللابس  لهذا الخاتم. الخاتم  يدل على الشركه مع الله, ويدل على ان لابسه هو إبن لله بحسب النعمة.
الحذاء الذي ألبسوه إياه في رجليه هو قوة الله, حتى لا يجد الشرير عقبه عاري ويضربه ثانيةً, فهذا المعمد يدوس علي التنين ويسحقه.
العجل المسمن هو المسيح ذاته الذي ذُبِحَ لأجل الجنس البشري, إنه "حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو29:1). هذا يرمز للإفخارستيا حيث الإنسان يبتهج روحيًا ويحصل من جديد علي الحياة ، لأن خارج الكنيسة والإفخارستيا يُوجَد عالم السقوط والفساد.
بحسب نيقولا كاباسيلاس, ثلاثة هي الأسرار الأساسية التي تُكوَّن الحياة الروحية. الواحد هو المعمودية, الآخر هو المسحة والثالث هو الإفخارستيا. بالمعمودية يصير الإنسان روحيًا طالما جرن المعمودية هو الرحم الروحية للكنيسة. ومثلما في رحم الأم نحصل علي الحياة البيولوجية, هكذا أيضًا في رحم الكنيسة, الجرن المقدس, نحصل علي الحياة الروحية. المسحة هي الحركة التي تفعَّل النعمة التي نأخذها بواسطة المعمودية المقدسة. لا يحتاج فقط أن يُولَّد المرء بل أيضًا أن يحيا بعد الولادة. هذا يصير بواسطة المسحة المقدسة. والإفخارستيا هي الحياة, طالما نتناول جسد ودم المسيح.
إعتمدنا ومُسحنا حتى نستطيع كأعضاء الكنيسة أن نشترك في الأسرار المقدسة ونحيا. لأنه بعد المعمودية المقدسة يجب أن يتبعها الإفخارستيا والتناول أو الشركة الإلهية. الإفخارستيا هي مركز لكل الأسرار وكل الحياة الكنسية. إنها تُظهِر أن الكنيسة هي جسد المسيح. قال أحد الفلاسفة الماديين إن الإنسان هو ما يأكله. بهذا أراد أن يرفض الميتافيزيقية وكل نظرياتها ويشدد علي أن الحقيقة الوحيدة هي المادة. نستطيع أن نقبل هذا التعبير بمفهوم أنه عندما يأكل الإنسان فقط الغذاء المادي فهو إنسان جسدي ومادي.أما عندما يأكل الطعام الروحي, أى جسد إبن الإنسان فهو يصير إنسان روحي, أي ناضج وكامل.
القديس يوحنا ذهبي الفم وهو يحلل البعد الإفخارستي لمثل الإبن الضال, في النهاية يوجه نصائح للمعمدين وللمستنيرين الموجودين علي أعتاب المعمودية. ينصحهم أن يرفضوا أي فكر غريب ويوجهون نفوسهم تجاه العريس السماوي لكي يستمتعوا بنعمة الروح القدس, ويصف المسيح الذي ينتظر هؤلاء بأنه الفادي والطبيب الذي يعطي دواء الخلود حيث الحُلة الروحية تنتظرهم من الآب والإبن والروح القدس, طوبي للمستحقين أن يلبسوا هذه الحُلة.
هنا نجد الفرصة لكي نشدد علي أن الكنيسة ليست منظومة بشرية, ولا هي منظومة إجتماعية أو جمعية خيرية بل الجسد الإلهي الإنساني للمسيح. توجد في الغرب نظرية مفادها هي أن جسد المسيح السري والذي أعضاءه هم المعمدون يختلف عن جسد المسيح الحقيقي الذي هو الخبز الإفخارستي الذي يُوجد علي المائدة المقدسة. لكن في الكنيسة الأرثوذكسية لا يوجد مثل هذا التمييز. نشدد علي أن الكنيسة هي جسد المسيح الذي هو في نفس الوقت الجسد الذي أخذه من كلية القداسة, ألهه وأقامه, الخبز الإفخارسيتي الذي يُوجد علي المائدة المقدسة والقديسون الذين يمثلون أعضاء جسد المسيح. هكذا ندرك جيدًا القيمة العظمي لأن يكون أحد مسيحي, عضو لجسد المسيح. بهذه الرؤية نشعر بالعطية العظمي والمعموديةوللإفخارستيا.
بالمعمودية تصير أعضائنا أعضاء جسد المسيح. هذا يعني أن كل خطية شخصية لها ثقل خطير . بولس الرسول يقول عندما نخطئ, نخطئ للمسيح حيث أننا أعضاءه. نحن لا ننتمي إلي ذواتنا بل للمسيح, الذي قدسنا وضمنا إلي ذاته. مثلما هي خطية أن ندوس جسد المسيح الذي يُوجد في الكأس المقدس, مثلما خطية هي أن ندوس ونحتقر خبز القربان (بيت القربان), نفس الأمر خطية هي أن نخطئ بأعضائنا التى هم أعضاء جسد المسيح.
يجب أن نشعر بأن الكنيسة كبيت للإحتفال حيث يُذبحَّ العجل المسمن والإبتهاج الروحي لكل البشرية "إجتماع السماء والأرض".


الأسئلة والأجوبة للعظة الرابعة
1ـ ما هو الفردوس الجديد؟
الكنيسة الأرثوذكسية بواسطتها نصل إلي حياة الشركة مع الله.
2ـ كيف يُفسَّر مثل الإبن الضال من القديس يوحنا ذهبي الفم فيما يتعلق بمعمودية الموعظين؟
        البيت هو الكنيسة. الحُلة هي نعمة الروح القدس. الخاتم يُظهِر العربون الروحي وأنه يُلبَّس بواسطة الروح القدس. والخاتم يعلن البنوة. الحذاء هو قوة الله حتى لا يُضرَّب الإنسان من الشيطان في عُقبه. العجل المسمن يشير إلي الإفخارستيا. والإحتفال هو فرح الكنيسة لرجوع الإنسان إلي الفردوس.
3ـ ما هي الأسرار المركزية للكنيسة؟
        المعمودية والميرون والإفخارستيا.
4ـ أين تبدو قيمة الإفخارستيا؟
هي مركز كل الأسرار, نحن نأكل جسد المسيح ونشرب دمه.
5ـ ما هي الأسرار الأخري؟
        الإعتراف والكهنوت والزواج وسر مسحة المرضي.
6ـ ما هي الكنيسة بحسب التعليم الأرثوذكسي؟
        هي جسد المسيح ( الذي أخذه من كلية القداسة ) وشركة القديسين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق