عظات للمؤمنين حديثًا
المطران إيروثيوس فلاخوس- ترجمة د جورج عوض
العظة الأولي
المسيح والمسيحيون
1ـ نُدعَّي مسيحيون لأننا نرتبط بالمسيح.
2ـ المسيح هو الله والإنسان, أي الإله الإنسان θεάνθρωπος
3ـ كل البشرإنتظروه
4ـ نري حياته وتعليمه في الكتاب المقدس
5ـ نحياه في الكنيسة بواسطة الأسرار
6ـ مَثَل الإبن الضال
الذين تعمدوا صاروا أعضاء الكنيسة ودُعيوا تلاميذ المسيح, مسيحيين. نحن في الأرثوذكسية نضيف أيضًا لقب أرثوذكسي لكي نُظهر الإيمان الحقيقي. لأنه يوجد أيضًا مسيحيون لديهم أفكار خاطئة عن الله, والإنسان وخلاص الإنسان, لأجل هذا من الضروري أن نتحدث عن المسيحيين الأرثوذكس.
أعضاء الكنيسة سُميوا مسيحيون لأنهم يتبعون المسيح في حياتهم, أي يحفظون إرادته, ووصاياه ويتحدون به بواسطة الأسرار خاصةً بواسطة سر الإفخارستيا.
كلمة المسيح χριστός تأتي من فعل أمسح χρίω وتعني: الممسوح, هذا الذي مُسِح من الله. يتطابق مع الماسيا في العهد القديم. هكذا, كلمة المسيح χριστός تُظهِر أن الطبيعة البشرية التي أخذها الشخص الثاني للثالوث القدوس, مُسحت من ألوهيته. هذا يعني أن المسيح هو الله والإنسان, بكلمة واحدة: الإله الإنسان θεάνθρωπος. بالتالي, بإسم المسيح نعلن أن الله صار إنسانًا لكي يخلص البشر, بدون أن يفقد ألوهيته
ومخلص البشر في كل مكان يشتاق للخلاص, لأجل هذا إنتظروا فادي. كانوا في ذاكراتهم يحفظون حياة مباركة, نفس الوقت عاشوا مأساة الحياة بالموت والأمراض والحروب وكرة البشر...الخ, لأجل هذا أيضًا إنتظروا فادي Λωτρωτής. لقد كان يوجد إشتهاء بشري عام للفادي الإله.
منذ القرن السادس قبل الميلاد إنتظروا في الصين "القدوس من الغرب", كومفوكيوس κομφούκιος يدعوه "الإله الإنسان". أيضًا البابليون إنتظروا مخلص وفادي "كأله متأنس". الهنود إنتظروا مجيء مخلص سوف يفدي العالم وسوف يُحضِر ثانيةً "العصر الذهبي البدائي". بحسب البوذية, الشكل الأول للهندوسية, إله النار والشمس Agni أُنتظر أن يتأنس من عذراء, مُرسل من أب السماء "كوسيط بين الله والعالم". اليونانيون القدماء إنتظروا أيضًا فادي ومخلص. في أسطورة بروميثياس, سيكون هناك ولد لعذراء Ιούς ولإله. وسقراط في دفاعة ذكر الفادي الذي سوف يرسله الله ليعتني بالجنس البشري. بالتالي كان يوجد تيار فكري لدي اليونانيين بأنه يوجد أيضًا إله آخر مجهول, لأجل هذا أيضًا في أثينا كان لديهم تمثال خاص مكتوب عليه "الاله المجهول". نفس الرغبة والإشتياق تلاحظهما أيضًا عند الرومان, وكذلك عند كل الشعوب. اليهود, بالطبع, إنتظروا الفادي والمخلص, حيث أن الأنبياء وخاصةً النبي أشعياء ـ الذي يُلقب بالإنجيلي الخامس ـ وصغوا تفصيلات كثيرة عن مجئ وحياة وآلام إبن الإنسان.
هكذا, هذا الإله الذي إنتظروه كل الناس في كل الدهور هو المسيح. إتحد في شخصه الله والإنسان. وُلدِ من الروح القدس والعذراء مريم. حمله وولادته كانتا معجزتين. إبن الله صار إبن الإنسان لكي يخلص الإنسان. لو درسنا أقواله وأعماله, سوف نتحقق بأنه يتفوق بوضوح علي كل زعماء الأديان الآخرين. أولئك كانوا بشر, بينما هو الإله الإنسان. لقد تحدث عن المحبة, وطهارة القلب والمقاصد, إنتصر علي الخطية والشيطان والموت, قام من الأموات. أي زعيم ديني ليس هو مقام. المسيح قام وهكذا إنتصر علي الموت والشيطان. لأجل هذا هو افله الإنسان الفريد.
نُدعَّي مسيحيون لأننا نؤمن بأن المسيح هو الإله الحقيقي ولأننا نحفظ وصاياه في حياتنا الشخصية. نحن نهدف إلي أن نتمثل حياتنا في حياته.
المسيح ليس هو فيلسوف كامل ومشرع صالح, ليس هو عالم أخلاق وزعيم لديانة, لكن هو المنتصر علي الموت والشيطان والخطية. لم يأت لكي يغير الظروف الخارجية للحياة, بل لكي يقدس الإنسان, لكي يغيره ويجعله متجليًا, وإبن لله بحسب النعمة. ذاك هو بحسب الطبيعة إبن الله (أبن طبيعي),أما نحن ينبغي أن نصير بحسب النعمة أولاد لله (أولاد متبنون).
نري حياة المسيح الأرضية في العهد الجديد, خاصةً في الأناجيل الأربعة, التي كُتبت بواسطة تلاميذه. هناك توجد أخبار قليلة عن ولادته وطفولته. بالحري كُتبت في الأناجيل الأخبار على ثلاثة مستويات الأول, ماذا قال المسيح؟ الثاني, ماذا فعل؟ والثالث ماذا عاني المسيح لأجل البشر؟. بخصوص ماذا قال؟ نراه في أقواله وأمثاله وتعليمه. وعن ماذا فعل؟ نراه في المعجزات التي أتمها من رحمته ومحبته للبشر وأيضًا لكي يشدد علي تعاليمه السامية. بمعني, شفي المولود أعمي منذ ولادته لكي يعلن الحقيقة بأنه هو نور العالم. أما بخصوص ماذا عاني المسيح؟ نراه فى الآلام التي عاناها لأجل خلاص الجنس البشري. بالطبع, بعد الآلام ، قيامتة التي تعني أن المسيح بكونه إله أقام الطبيعة البشرية التي ماتت فوق الصليب. داخل المستويات الثلاث يبدو بوضوح شخص وعمل ورسالة المسيح.
بالتأكيد, عمل المسيح العظيم, كما أيضًا ألوهيته, نحن لم نقرأها فقط في الكتاب المقدس, بل نعيشها في الكنيسة. بسر المعمودية نصير أعضاء جسد المسيح ونعيش الألم والصلب وقيامة المسيح في حياتنا الشخصية. هكذا نحيا كل الأحداث في حياتنا. بالمعمودية نموت عن العالم ونُدفن وهذا يُظهره التغطيس الثلاثي في جرن المعمودية. بالتناول نأخذ جسد المسيح ذاته في داخلنا وبالتأله نتناول ثانيةً مع المسيح.
بالتالي, نحن مسيحيون, تلاميذ للمسيح, لأننا إتحدنا معه. مثل التلميذ في المدرسة يأخذ المعلم نموذج لحياته , هكذا أيضًا نحن لدينا نموذج للحياة المسيح كما أن الرسام يضع في حسابه نموذج وهو الذي يريد أن يقدمه, هكذا أيضًا نحن لدينا نموذج لحياتنا المسيح ونريد أن نجعل حياتنا متجلية, وونجعلها حياة في المسيح.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم, في الأناجيل يُدعي المسيح الطريق, لأن بواسطته نصعد إلي الآب, إنه الحجر الأساسي لأنه هو الذي يعضد الكل, والجذر لأن بفضله نحن نزدهر, والراعي لأنه هو يغذينا, والحمل لأنه قُدِم ذبيحة لأجلنا ولأجل خلاصنا, هوالحياة لأنه, بينما نحن أموات بالخطية, أحيانا, وأقامنا, أيضاً هوالنور لأنه خلصنا من الظلمة, وهو الملبس لأننا لبسناه بالمعمودية بينما كُنا نحن عرايا, أيضاً هو المائدة لأننا أكلناه بالأسرار, والبيت لأننا نحيا فيه, والساكن لأننا نحن هيكله.
كل هذه الأسماء والتي أغلبها قد أعلنها لنا هو ذاته بتعليمه , تُظهِر ما هو عمل المسيح, لكن ما هو الهدف الذي لأجله صار إنسانًا, وأيضًا ما هي علاقتنا به ليس مجرد زعيم لديانه, ليس هو مجرد مُصلِح إجتماعي, بل هو نورنا وحياتنا, رأسنا وقداستنا, مخلصنا وفادينا, أبونا وأمنا ـ وهذه العلاقة مع المسيح هي حقيقية, عضوية وليست مجردة وتأملية ، وبتسميتنا مسيحيون نُظهِر هذه العلاقة العضوية والجوهرية معه.
الأمثال أيضاً هي من ضمن هذه الأقوال التى قالها المسيح لتلاميذه، وقد حُفظت. الأمثال هي بعض الصور والقصص التي قالها المسيح والتي تخفي في داخلها حقائق عظيمة. علي سبيل المثال, يستخدم مَثَل العُرس ليظهر الإفخارستيا وأيضًا أن ملكوت الله هو عُرس روحي, طالما يجعل الإنسان يتقابل حقًا مع الله.
أحد أمثال المسيح هو مثل الإبن الضال (لو11:15ـ32). الكلام هنا عن مَثَل مشهور داخله تُخفي حقائق عظيمة. يمكن للمرء أن يقول أنه يعلن ما هو هدف تأنس المسيح, ما هو سقوط الإنسان, وما هو عمل الكنيسة وكيف يمكن للمرء أن يَخلُص داخل هذه الإطارات تظهر كل الحياة المسيحية.
بكلام بسيط يصف المثل الآتي:
إنسان لديه إبنين. طلب الأصغر من أبيه نصيبه من الميراث ورحل بعيدًا عن بيته. عاش في ضلال مبذرًا نصيبه ووُجِد في حالة حرمان قصوي بعد أن بذر كل أمواله, وصار عبدًا في مدينة ما, راعيًا للخنازير. داخل هذه الحالة من الضنك تذكّر الحياة والسعادة التي كانت تسود في بيته الأبوي وقرر أن يرجع إليه, كمثل أجير وليس كإبن. وبينما رجع إلي البيت, رآه أبوه الذي كان ينتظره. أسرع إليه أولاً الأب وأحتضنه وقبله. الإبن الضال طلب الغفران وقال له أنا غير مستحق أن أكون لك إبنًا, إجعلني كأحد أُجراءك, حيث أنني إقترضت كل نصيبي لكن الأب أعطي أمرًا بأن يُلبسوه الحُله الأولي, وأن يعطوه خاتم في يديه وحذاء لرجليه, وان يذبحوا العجل المسمن. هكذا بدأ الإحتفال.
لكن عندما عاد إبنه الأكبر وسمع الإحتفال في بيته, طلب أن يعرف لماذا يحدث كل هذا. عندما قالوا له أن أخوك رجع, غضب ولم يرد أن يدخل بيته. حاول أبوه أن يقنعه. لكن ذاك إستخدم مبررات منطقية, إلا أن هذه المبررات عبَّرت في الأساس عن غيرته وحسده, لم يرد أن يدخل إلي بيته وتُرك لكي يُدرك أنه لم يشارك نهائيًا في الفرح لأجل عودة أخيه الذي كان ميتًا, وكان ضالاً.
هذا المثل المشهور يُظهِر كل عمل المسيح, وكذلك أيضًا حياة الكنيسة. سوف نحاول في العظات القادمة أن نحلل بالأكثر ونري كل المفاهيم الروحية.
ذاك الذي يجب أن نتمسك به في العظة الأولي هو أن المسيح هو الله والإنسان في نفس الوقت . ولأجل هذا, هو المخلص الحقيقي للبشر ولا يوجد مخلص وفادي آخر. تستند الحياة المسيحية علي صخرة الإيمان هذه. نحن الذين نحيا في الكنيسة نُدعَّي ونكون مسيحيون, لأننا يجب أن نكون مرتبطين بشدة مع المسيح ونتغذي من جسده ودمه, ونحفظ وصاياه ونحيا كل حوادث حياته في حياتنا الشخصية.
أسئلة وأجوابة علي العظة الأولي
1ـ لماذا نُسمي مسيحيون؟
لأننا نرتبط بالمسيح
2ـ ماذا يعني كلمة المسيح؟
كلمة المسيح تُعني: الممسوح, لأن الطبيعة البشرية مُسحت من الألوهية.
3ـ مَنْ هو المسيح؟
الماسيا, إله كامل وإنسان كامل معاً, الإله الإنسان فى نفس الوقت.
4ـ ما هي الشعوب التي إنتظرت الفادي والمخلص؟
كل الشعوب اليونانيون, الرومان والشعوب الشرقية
5ـ أين تظهر عظمة المسيح في المقارنة مع آلهة لأديان أخري؟
المسيح ليس هو إنسان, بل الإله الإنسان, قام من بين الأموات وهو المنتصر علي الموت.
6ـ ما هو عمل المسيح؟
خلاص الإنسان, أي إبطال الشيطان والموت والخطية
7ـ أين نستطيع أن نري عمل المسيح؟
في العهد الجديد. في الأناجيل نري ماذا قال, وماذا فعل, وما عاناه وفي أعمال الرسل أيضًا وفي رسائلهم نري ثمار تأنسه والشركة بين الإنسان والله.
8ـ كيف نستطيع أن نحيا حياته؟
في الكنيسة بالأسرار وبحفظ وصاياه
9ـ هل تستطيع أن تتذكر بعض أسماء المسيح, التي أعطاها له الكتاب المقدس لكي يظهر علاقته معنا؟
الطريق, الأساس, الجذر, الكرمة, الراعي, الحمل, الحياة, الملبس, الخبز, المسكن,...الخ.
10ـ ما هي الأمثال؟
هي صور وقصص تحتوي فى داخلها على حقائق عظيمة
11ـ هل تستطيع أن تحكي لنا قصة الإبن الضال؟
الإجابة متروكة لكل واحد يحكيها بطريقته
المطران إيروثيوس فلاخوس- ترجمة د جورج عوض
العظة الأولي
المسيح والمسيحيون
1ـ نُدعَّي مسيحيون لأننا نرتبط بالمسيح.
2ـ المسيح هو الله والإنسان, أي الإله الإنسان θεάνθρωπος
3ـ كل البشرإنتظروه
4ـ نري حياته وتعليمه في الكتاب المقدس
5ـ نحياه في الكنيسة بواسطة الأسرار
6ـ مَثَل الإبن الضال
الذين تعمدوا صاروا أعضاء الكنيسة ودُعيوا تلاميذ المسيح, مسيحيين. نحن في الأرثوذكسية نضيف أيضًا لقب أرثوذكسي لكي نُظهر الإيمان الحقيقي. لأنه يوجد أيضًا مسيحيون لديهم أفكار خاطئة عن الله, والإنسان وخلاص الإنسان, لأجل هذا من الضروري أن نتحدث عن المسيحيين الأرثوذكس.
أعضاء الكنيسة سُميوا مسيحيون لأنهم يتبعون المسيح في حياتهم, أي يحفظون إرادته, ووصاياه ويتحدون به بواسطة الأسرار خاصةً بواسطة سر الإفخارستيا.
كلمة المسيح χριστός تأتي من فعل أمسح χρίω وتعني: الممسوح, هذا الذي مُسِح من الله. يتطابق مع الماسيا في العهد القديم. هكذا, كلمة المسيح χριστός تُظهِر أن الطبيعة البشرية التي أخذها الشخص الثاني للثالوث القدوس, مُسحت من ألوهيته. هذا يعني أن المسيح هو الله والإنسان, بكلمة واحدة: الإله الإنسان θεάνθρωπος. بالتالي, بإسم المسيح نعلن أن الله صار إنسانًا لكي يخلص البشر, بدون أن يفقد ألوهيته
ومخلص البشر في كل مكان يشتاق للخلاص, لأجل هذا إنتظروا فادي. كانوا في ذاكراتهم يحفظون حياة مباركة, نفس الوقت عاشوا مأساة الحياة بالموت والأمراض والحروب وكرة البشر...الخ, لأجل هذا أيضًا إنتظروا فادي Λωτρωτής. لقد كان يوجد إشتهاء بشري عام للفادي الإله.
منذ القرن السادس قبل الميلاد إنتظروا في الصين "القدوس من الغرب", كومفوكيوس κομφούκιος يدعوه "الإله الإنسان". أيضًا البابليون إنتظروا مخلص وفادي "كأله متأنس". الهنود إنتظروا مجيء مخلص سوف يفدي العالم وسوف يُحضِر ثانيةً "العصر الذهبي البدائي". بحسب البوذية, الشكل الأول للهندوسية, إله النار والشمس Agni أُنتظر أن يتأنس من عذراء, مُرسل من أب السماء "كوسيط بين الله والعالم". اليونانيون القدماء إنتظروا أيضًا فادي ومخلص. في أسطورة بروميثياس, سيكون هناك ولد لعذراء Ιούς ولإله. وسقراط في دفاعة ذكر الفادي الذي سوف يرسله الله ليعتني بالجنس البشري. بالتالي كان يوجد تيار فكري لدي اليونانيين بأنه يوجد أيضًا إله آخر مجهول, لأجل هذا أيضًا في أثينا كان لديهم تمثال خاص مكتوب عليه "الاله المجهول". نفس الرغبة والإشتياق تلاحظهما أيضًا عند الرومان, وكذلك عند كل الشعوب. اليهود, بالطبع, إنتظروا الفادي والمخلص, حيث أن الأنبياء وخاصةً النبي أشعياء ـ الذي يُلقب بالإنجيلي الخامس ـ وصغوا تفصيلات كثيرة عن مجئ وحياة وآلام إبن الإنسان.
هكذا, هذا الإله الذي إنتظروه كل الناس في كل الدهور هو المسيح. إتحد في شخصه الله والإنسان. وُلدِ من الروح القدس والعذراء مريم. حمله وولادته كانتا معجزتين. إبن الله صار إبن الإنسان لكي يخلص الإنسان. لو درسنا أقواله وأعماله, سوف نتحقق بأنه يتفوق بوضوح علي كل زعماء الأديان الآخرين. أولئك كانوا بشر, بينما هو الإله الإنسان. لقد تحدث عن المحبة, وطهارة القلب والمقاصد, إنتصر علي الخطية والشيطان والموت, قام من الأموات. أي زعيم ديني ليس هو مقام. المسيح قام وهكذا إنتصر علي الموت والشيطان. لأجل هذا هو افله الإنسان الفريد.
نُدعَّي مسيحيون لأننا نؤمن بأن المسيح هو الإله الحقيقي ولأننا نحفظ وصاياه في حياتنا الشخصية. نحن نهدف إلي أن نتمثل حياتنا في حياته.
المسيح ليس هو فيلسوف كامل ومشرع صالح, ليس هو عالم أخلاق وزعيم لديانة, لكن هو المنتصر علي الموت والشيطان والخطية. لم يأت لكي يغير الظروف الخارجية للحياة, بل لكي يقدس الإنسان, لكي يغيره ويجعله متجليًا, وإبن لله بحسب النعمة. ذاك هو بحسب الطبيعة إبن الله (أبن طبيعي),أما نحن ينبغي أن نصير بحسب النعمة أولاد لله (أولاد متبنون).
نري حياة المسيح الأرضية في العهد الجديد, خاصةً في الأناجيل الأربعة, التي كُتبت بواسطة تلاميذه. هناك توجد أخبار قليلة عن ولادته وطفولته. بالحري كُتبت في الأناجيل الأخبار على ثلاثة مستويات الأول, ماذا قال المسيح؟ الثاني, ماذا فعل؟ والثالث ماذا عاني المسيح لأجل البشر؟. بخصوص ماذا قال؟ نراه في أقواله وأمثاله وتعليمه. وعن ماذا فعل؟ نراه في المعجزات التي أتمها من رحمته ومحبته للبشر وأيضًا لكي يشدد علي تعاليمه السامية. بمعني, شفي المولود أعمي منذ ولادته لكي يعلن الحقيقة بأنه هو نور العالم. أما بخصوص ماذا عاني المسيح؟ نراه فى الآلام التي عاناها لأجل خلاص الجنس البشري. بالطبع, بعد الآلام ، قيامتة التي تعني أن المسيح بكونه إله أقام الطبيعة البشرية التي ماتت فوق الصليب. داخل المستويات الثلاث يبدو بوضوح شخص وعمل ورسالة المسيح.
بالتأكيد, عمل المسيح العظيم, كما أيضًا ألوهيته, نحن لم نقرأها فقط في الكتاب المقدس, بل نعيشها في الكنيسة. بسر المعمودية نصير أعضاء جسد المسيح ونعيش الألم والصلب وقيامة المسيح في حياتنا الشخصية. هكذا نحيا كل الأحداث في حياتنا. بالمعمودية نموت عن العالم ونُدفن وهذا يُظهره التغطيس الثلاثي في جرن المعمودية. بالتناول نأخذ جسد المسيح ذاته في داخلنا وبالتأله نتناول ثانيةً مع المسيح.
بالتالي, نحن مسيحيون, تلاميذ للمسيح, لأننا إتحدنا معه. مثل التلميذ في المدرسة يأخذ المعلم نموذج لحياته , هكذا أيضًا نحن لدينا نموذج للحياة المسيح كما أن الرسام يضع في حسابه نموذج وهو الذي يريد أن يقدمه, هكذا أيضًا نحن لدينا نموذج لحياتنا المسيح ونريد أن نجعل حياتنا متجلية, وونجعلها حياة في المسيح.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم, في الأناجيل يُدعي المسيح الطريق, لأن بواسطته نصعد إلي الآب, إنه الحجر الأساسي لأنه هو الذي يعضد الكل, والجذر لأن بفضله نحن نزدهر, والراعي لأنه هو يغذينا, والحمل لأنه قُدِم ذبيحة لأجلنا ولأجل خلاصنا, هوالحياة لأنه, بينما نحن أموات بالخطية, أحيانا, وأقامنا, أيضاً هوالنور لأنه خلصنا من الظلمة, وهو الملبس لأننا لبسناه بالمعمودية بينما كُنا نحن عرايا, أيضاً هو المائدة لأننا أكلناه بالأسرار, والبيت لأننا نحيا فيه, والساكن لأننا نحن هيكله.
كل هذه الأسماء والتي أغلبها قد أعلنها لنا هو ذاته بتعليمه , تُظهِر ما هو عمل المسيح, لكن ما هو الهدف الذي لأجله صار إنسانًا, وأيضًا ما هي علاقتنا به ليس مجرد زعيم لديانه, ليس هو مجرد مُصلِح إجتماعي, بل هو نورنا وحياتنا, رأسنا وقداستنا, مخلصنا وفادينا, أبونا وأمنا ـ وهذه العلاقة مع المسيح هي حقيقية, عضوية وليست مجردة وتأملية ، وبتسميتنا مسيحيون نُظهِر هذه العلاقة العضوية والجوهرية معه.
الأمثال أيضاً هي من ضمن هذه الأقوال التى قالها المسيح لتلاميذه، وقد حُفظت. الأمثال هي بعض الصور والقصص التي قالها المسيح والتي تخفي في داخلها حقائق عظيمة. علي سبيل المثال, يستخدم مَثَل العُرس ليظهر الإفخارستيا وأيضًا أن ملكوت الله هو عُرس روحي, طالما يجعل الإنسان يتقابل حقًا مع الله.
أحد أمثال المسيح هو مثل الإبن الضال (لو11:15ـ32). الكلام هنا عن مَثَل مشهور داخله تُخفي حقائق عظيمة. يمكن للمرء أن يقول أنه يعلن ما هو هدف تأنس المسيح, ما هو سقوط الإنسان, وما هو عمل الكنيسة وكيف يمكن للمرء أن يَخلُص داخل هذه الإطارات تظهر كل الحياة المسيحية.
بكلام بسيط يصف المثل الآتي:
إنسان لديه إبنين. طلب الأصغر من أبيه نصيبه من الميراث ورحل بعيدًا عن بيته. عاش في ضلال مبذرًا نصيبه ووُجِد في حالة حرمان قصوي بعد أن بذر كل أمواله, وصار عبدًا في مدينة ما, راعيًا للخنازير. داخل هذه الحالة من الضنك تذكّر الحياة والسعادة التي كانت تسود في بيته الأبوي وقرر أن يرجع إليه, كمثل أجير وليس كإبن. وبينما رجع إلي البيت, رآه أبوه الذي كان ينتظره. أسرع إليه أولاً الأب وأحتضنه وقبله. الإبن الضال طلب الغفران وقال له أنا غير مستحق أن أكون لك إبنًا, إجعلني كأحد أُجراءك, حيث أنني إقترضت كل نصيبي لكن الأب أعطي أمرًا بأن يُلبسوه الحُله الأولي, وأن يعطوه خاتم في يديه وحذاء لرجليه, وان يذبحوا العجل المسمن. هكذا بدأ الإحتفال.
لكن عندما عاد إبنه الأكبر وسمع الإحتفال في بيته, طلب أن يعرف لماذا يحدث كل هذا. عندما قالوا له أن أخوك رجع, غضب ولم يرد أن يدخل بيته. حاول أبوه أن يقنعه. لكن ذاك إستخدم مبررات منطقية, إلا أن هذه المبررات عبَّرت في الأساس عن غيرته وحسده, لم يرد أن يدخل إلي بيته وتُرك لكي يُدرك أنه لم يشارك نهائيًا في الفرح لأجل عودة أخيه الذي كان ميتًا, وكان ضالاً.
هذا المثل المشهور يُظهِر كل عمل المسيح, وكذلك أيضًا حياة الكنيسة. سوف نحاول في العظات القادمة أن نحلل بالأكثر ونري كل المفاهيم الروحية.
ذاك الذي يجب أن نتمسك به في العظة الأولي هو أن المسيح هو الله والإنسان في نفس الوقت . ولأجل هذا, هو المخلص الحقيقي للبشر ولا يوجد مخلص وفادي آخر. تستند الحياة المسيحية علي صخرة الإيمان هذه. نحن الذين نحيا في الكنيسة نُدعَّي ونكون مسيحيون, لأننا يجب أن نكون مرتبطين بشدة مع المسيح ونتغذي من جسده ودمه, ونحفظ وصاياه ونحيا كل حوادث حياته في حياتنا الشخصية.
أسئلة وأجوابة علي العظة الأولي
1ـ لماذا نُسمي مسيحيون؟
لأننا نرتبط بالمسيح
2ـ ماذا يعني كلمة المسيح؟
كلمة المسيح تُعني: الممسوح, لأن الطبيعة البشرية مُسحت من الألوهية.
3ـ مَنْ هو المسيح؟
الماسيا, إله كامل وإنسان كامل معاً, الإله الإنسان فى نفس الوقت.
4ـ ما هي الشعوب التي إنتظرت الفادي والمخلص؟
كل الشعوب اليونانيون, الرومان والشعوب الشرقية
5ـ أين تظهر عظمة المسيح في المقارنة مع آلهة لأديان أخري؟
المسيح ليس هو إنسان, بل الإله الإنسان, قام من بين الأموات وهو المنتصر علي الموت.
6ـ ما هو عمل المسيح؟
خلاص الإنسان, أي إبطال الشيطان والموت والخطية
7ـ أين نستطيع أن نري عمل المسيح؟
في العهد الجديد. في الأناجيل نري ماذا قال, وماذا فعل, وما عاناه وفي أعمال الرسل أيضًا وفي رسائلهم نري ثمار تأنسه والشركة بين الإنسان والله.
8ـ كيف نستطيع أن نحيا حياته؟
في الكنيسة بالأسرار وبحفظ وصاياه
9ـ هل تستطيع أن تتذكر بعض أسماء المسيح, التي أعطاها له الكتاب المقدس لكي يظهر علاقته معنا؟
الطريق, الأساس, الجذر, الكرمة, الراعي, الحمل, الحياة, الملبس, الخبز, المسكن,...الخ.
10ـ ما هي الأمثال؟
هي صور وقصص تحتوي فى داخلها على حقائق عظيمة
11ـ هل تستطيع أن تحكي لنا قصة الإبن الضال؟
الإجابة متروكة لكل واحد يحكيها بطريقته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق