الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010


موت الخطية
د.جورج عوض ابراهيم

(رو1:6ـ6):” فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟حَاشَا!،"
لقد وُجِد دواء للخطية أو بالحري أُعطيَّ دواءً للخطية, المسيح هوالطبيب.
دمه المقدس دواءً.
علة خلاصنا هي ذبيحة الصليب وبالحري هي محبته.
الدواء يُقدَّم بوفرة.
يطبب كل خطية.
ويُعطَّي مجانًا. لأجل هذا يُدعيَّ نعمة.
خطية الإنسان كثيرة ونعمة المسيح المطهرة والمخلصة هي أكثر.
الشر كثير ورحمة الله أكثر.
الله يغدق علينا بمحبته الجزيلة.
يوفر لنا منها الكثير حتى أنها كافية لكل البشر وكل الخطايا.
بهذه القناعة ختم بولس إصحاحه الخامس من رسالته لأهل رومية:"حيث كثرت الخطية إزدادت النعمة جدًا"(رو20:5).
هذه الحقيقة تملأ الخاطئ رجاءًا,الخاطي الذي لا يريد أن يخطئ لكنه للأسف لا يفلح في هذا الأمر.يحزن وينتحب بسبب سقوطه لكن يتشجع في نعمة الرب. يبكي, لأنه بالخطأ وبشهوته أحزن ربه, لكن لم ييأس. أي شك لا يلقي بظلاله علي اليقين, ولكل الخطايا توجد نعمة وافره طالما توجد توبة حقيقية. لقد جاد المسيح بمحبته الغافرة أكثر جدًا من ديوننا في الماضي والحاضر والمستقبل. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم "لقد دفع المسيح أكثر جدًامما علينا بواسطة موته علي الصليب. أكثر جدًا مثلما يبدو إتساع البحر لا نهائي بمقارنته بقطرة ماء. إذن لا تشك أيها الإنسان, كأنك تري غني عظيم جدًا من الخيرات ولا تفحص كيف إختفت شرارة الموت والخطية طالما سقطت فوقها بحر عظيم جدًا من المواهب"(ΕΠΕ17,20).
لكن يمكن أن يحدث أيضًا العكس أن يستغل أحد اليقين بأن كل الخطايا تُغفر ويبدأ اللعب بالخطية. شعار هؤلاء الخطاة هو إستفزازي إذ يقولون: " دعونا نخطئ ! مهما كانت خطايانا سوف يغفرها الله. لكل الخطايا توجد نعمة وغفران إذن دعونا نفعل كل شئ".
مثل هذا الشعار المميت ورد في رسالة بولس الرسول إلي رومية:"فماذا نقول أنبقي في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا"(رو6:1).
هل نبقي في الخطية. هل نفعل خطايا كثيرة لكي نتذوق النعمة الكثيرة جدًا والأغني من آخرين يرتكبون خطايا أقل؟ !
إنه إستنفار لإله المحبة, لمسيح الصليب, نعم نعمة الله غنية لكن لاتُسكب هباءًا علي الأرض لقد دُفع ثمنًا غاليًا. لأجل كل خطية تألم الرب ألمًا رهيبًا. إذن, عندما نفعل الخطايا علي أساس مسبق بأنها سوف تُغفر, كأننا نذهب عندالصليب
ونقول للمصلوب:
نحن لا نعمل حسابًا لذبيحتك
ألمك لم يؤثر فينا

نحن نري أمرًا واحدًا : نتيجة ذبيحتك
كم أنت صالح
نحن لا نخاف بعد من أي ميكروب طالما أُعطيَّ لنا دواء. فلتحيا نعمتك!

إخطئوا بلا خوف
هل يوجد إستفزاز أكثر من هذا؟
كأن شخص إشتري لنا مسكن جميل وبدلاً من أن نفرح ونشكره, نقوم بهدم هذا المسكن علي أساس ثقتنا في أن الذي أغدق علينا بهذاالمسكن يستطيع أن يشتري لنا مسكنًا آخرًا. المانح يسد الإحتياجات الضرورية وليستالمطالب الذائدة عن الحاجة. المسيح يُرضي إحتياج الخاطئ للغفران الذي يتوب ويطلبالرحمة. إن الشعار المستفز "أنبقي في الخطية لكي تكثر النعمة" تجعل المسيح مشارك في كثرة الخطية. حاشا !.
فمن غير المعقول, بسبب أنه يوجد دواء لحالة التسمم من الأغذية الملوثة يُقدِم إنسان عاقل علي تناول أغذية فاسدة وملوثة فقط لكي يستخدم بعد ذلكهذا الدواء. لأنه من القرف والغثيان أن نأكل أغذية فاسدة وأيضًا مرات كثيرة لن يلحقهذا الإنسان أن يأخذ الدواء أو أن يذهب إلي الطبيب. إنها قضية فاسدة. قذارة ورائحة نتنه في النفس ليست فقط تُتنج غثيان وإشمئزاز للمؤمن بل لو بتحدي تممنا هذا الفعل يوجد خطر أن لا يتمكن الخاطئ من أخذ الدواء. أن لا يتمكن من أن يتوب.
من الغباء أن يلقي أحد نارًا لأن بالقرب منه وحدة إطفاء. يمكن لوحدة الإطفاء أن تفلح في الوصول لإطفاء الحريق مرة أو مرتين. لكن لو هذا الشخص أصر علي اللعب بالنار فأنهسوف يحترق مرة ما. نفس الأمر الخاطئ الذي لا يخطئ من جراء ضعف بل عن قصد وتخطيط مسبق. إنه من الجهل إذ يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "بولس بكل ما قاله أظهر أن النعمة عظيمة جدًا ولا تستنزف طالما تشفي أمراض كثيرة لكن هذا الأمر للأغبياءوالحمقي يبدو كأنه تحريض علي الخطية"(ΕΠΕ17,28).
إنه تدمير. إن نعمة الله في المسيح يسوع هي عظيمة وكثيرة لكن أحيانا لا تكفي للخاطئ. ليس لأنها محدودة بل لأن الخاطئ يحصر ذاته ويجعلها غير فعَّالة.نبع تجري منه مياه وفيرة. يكفي لكي يشرب منه كل العابرين. شخص ينظر إليه من بعيد.يصدقه ويفرح أنه موجود. لكن يجلس في الشمس ويحترق علي أساس أيًا كان فسوف يأخذ منالنبع ليروي ظمأة ولم يحسب الأمر جيدًا. فأصابه الدوار من كثرة الجلوس في الشمس ومات بالرغم من أنه كان بالقرب من النبع. إنه لأمر رهيب أن نلعب بالخطية لأن مراتكثيرة لا نستطيع أن نلحق. وسوف يصبح منبع النعمة بالنسبة لنا لا فائدة له.
أنبقي في الخطية
للأسف نحن نبقي. مازلنا سنين عديدة نعاني من أضرار الخطية ولكن نحن مازلنا نُصِر عليها. لكن حتى متى؟
حتى متى يتحملنا الله؟
حتى متى سوف يتحمل إهانتنا لمحبته؟ أنبقي في نفس الشهوات ونأخذ جرعتنا.
هناك خطر في أن نرتكب خطايا كبيرة وتهجرنا النعمة.
ولا نتمكن من التوبة والإعتراف ونوال الخلاص. حاشا!.
خيانة نعمة المعمودية
يوجد حدث في حياة المسيحيين لا يمنع فقط البقاء في الخطية بل يصادرتمامًا الخطية إنه المعمودية. المعمودية ليست مجرد شكل طقسي, ليست مجرد عمل ـ محطة يتم فيه تسجيلنا كمواطنين في مكان معين يُدعي كنيسة. إنها عمل ديناميكي, إنها ثورة.إنها موت وقيامة. عندما يموت شخص يتوقف قلبه عن النبض. ليس لديه أي إتصال بالعالم المادي المحيط, بالحياة الطبيعية. هذا يحدث أيضًا مع المسيحي. عندما يعتمد يموت.يموت من جهة الخطية. يشدد بولس علي هذه الحقيقة:"نحن الذين متنا عن الخطية كيفنعيش بعد فيها"(رو2:6).

المعمودية هي موت للخطية. كيف؟
عندما تُغسَّل قطعة من الملابس القذرة تتوقف عن أن تكون قطعة ملابسقذرة بها بقع. المعمودية لها علاقة دائمًا مع التطهير سواء رمزيًا أو حقيقيًا, كل المعموديات ترتبط بالتطهير لكن معمودية المسيح تمنح حقًا هذا التطهير.
لكي يتطهر لباس ملوث يجب علي الماء أن يكون ساخنًا وأيضًا يحتوي علي مادة مطهره. ماء المعمودية, جرن المعمودية هو ساخن ليس في حالته الطبيعية فقط بل بالحري في سخونة روحية. نار الروح القدس قد سخنته ويحتوي علي المادة المطهرة التيتطهر الإنسان من كل خطية إنه دم الرب الإله ومخلصنا يسوع المسيح: " وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَاهُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَالْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1يو7:1).
+ في المعمودية يُوجد صليب الرب. ليس لمجرد أن الكاهن يبارك مياه جرنالمعمودية بعلامة الصليب بل بالحري لأن في إسم صليب المسيح تُتَمَم المعمودية.لماذا صُلِب المسيح؟ لكي نتطهر نحن من الخطية. مات ذاك جسديًا, لكي نموت نحنروحيًا. في موت المسيح علي الصليب جعلتنا المعمودية مشاركين. هذا السر شدد عليها الرسول بولس قائلاً:" أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَلِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ"(رو3:6).
صليب الرب هو معمودية. نحن نعتمد في الماء المقدس ونار الروح القدسالمطهرة حيث جسديًا لا نعاني ولا نتألم ولا أيضًا نقدم دم عندما نعتمد. لكن ذاك,يسوع المسيح إعتمد في الدم. أغتسل في الدم. لأجل هذا عندما طلبا منه التلميذان أنيجلسا واحد عن يمينه وآخر عن يساره, ذاك عرفهما بصليبه ودعاه معمودية:فَقَالَلَهُمَا يَسُوعُ:«أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا،وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ»(مر39:10ـ40).
إعتمدالمسيح في الأردن. ليست هذه مسألة سهلة ليتنا لا نري المعمودية اليوم حيث للأسف لاتمثل روحيًا شيئًا, حيث لا تشترط توبة حقيقية وقرار مسيحي صارم للجهاد. اليوم يعتمدالأطفال الصغار ويُتمم السر ويدخل الطفل في أعضاء جسد المسيح. لكن كإمكانية(δυνάμει)وليس كفعل(ἐνεργεία)أي الطفل لديه كل الإمكانيات كمسيحي معمد أن يدرك ذاته ويجاهد حتىيُظهر في حياته اليومية أنه متحد بالمسيح. الصليب في المعمودية اليوم سيمكن أننتقابل معه في وجوه الوالدين اللذين يقدمونة في جرن المعمودية إلي الإشبين الذي يأخذ مسئولية المعمد حديثًا أيضًا في ليتورجيا السر. والثلاثة يأخذون علي عاتقهم صليب تشكيل الطفل ونموه في المسيح. المعمودية هي صليب. بمفهوم آخر المعمودية هي ختم الإعتراف. الموعوظ يعترف بأنه سيتبع المسيح حاملاً صليب الحياة المسيحية:"إحمل صليبك وإتبعني"(مر34:8) وهذا يمثل شرط أساسي للمعمودية.
+الرب الحيَّ مات فوق الصليب فقط لكي نموت نحن من جهة الخطية: "حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ" (رو2:6ـ3). الميت هو ساكن ولا يتحرك هكذا الخطية لا تتحرك ولا تفعل شيئًا بالمعمودية. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "لقد متنا من جهة الخطية لأننا آمنا وإعتمدنا.. المعمودية أماتتنا من جهة الخطية لكن يجب بعد ذلك أن نحقق هذابمحاولتنا حتى لو مازالت الخطية تضغط علينا وتحرضنا أن لا نخضع لها بل نظل ساكنين مثل ميت... الصليب هو معمودية. إذن هذا ما يحدث بالصليب وقبر المسيح, نفس الأمر صارلنا بالمعمودية, ليس بالطبع بحسب الطبيعة. لأن ذاك مات وقبر من جهة الجسد, بينما نحن نموت من جهة الخطية"(ΕΠΕ17,28).
المعمودية تُميت المؤمن من جهة الشهوات السابقة. بالطبع لا تضمن له حياة عدم التأثر الدائمة. هذا هو واجبنا ومجهودنا وليس ما حدث. محاولة المؤمن هي أن لا يخطئ ثانيةً أن لا يتدنس ثانيةً ويلوث رداء المعمودية, أن لا يوقف المعمودية مرةأخرى لأنه مات من جهة الخطية. في الحقيقة لا يحدث هذا الأمر للأسف. الخطية مستمرة في فعلها. لأجل هذا أيضًا المعمودية تستمر بطريقة أخرى.
مع المسيح
صُلِب المسيح مرة واحدة. نحن مرات كثيرة نُدعي لأن نموت. كل مرة, حيث نتوب, نتمم معمودية جديدة . المعمودية الأولي, معمودية الماء المقدس, ليس مجرد نميت خطيتنا التي من قبل تممناها بل أيضًا يمنحنا الحق في الشفاء الدائم نأخذ, بطريقة ما"كارت الإستمرارية". إنه إيماننا في سر الغفران.
قام المسيح مرة واحدة"عالمين أن المسيح بعدما أُقيم من الأموات لا يموت أبدًا"(رو9:6). نحن مرات كثيرة في الحياة الحاضرة نقوم مرة ثانية. كل سقوط لنا يجب أن يكون بجانبه قيامة. لكن علي قدر الإماتة بالمعمودية والتوبة, بقدرأيضًا القيامة بالمحاولة الجديدة لأجل حياة مقدسة, تصير "في موته هذا وقيامته", لأنذاك صُلِب وقُبر ثم قام.
هذا يحدث, لأن الكل موجود "في المسيح" "ومع المسيح". هذه وحدتنا السرية مع المسيح يؤكد عليها بولس الرسول في (رو4:6): "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِيجِدَّةِ الْحَيَاةِ؟"واحد مات علي الصليب. الكل يموتون من جهة الخطية. واحد دُفِن في القبر. خطايا الكل دُفنت وزالت في قبر التوبة الذي صنعته محبة الله للبشرالكل قام لكي نحيا حياة جديدة.
تعبير: دُفنا معه , به أداة ربطσυν»التي يستخدمها الرسول كثيرًا إذ تظهر :
+ وحدتنا العضوية مع المسيح. ما فعله المسيح لم يفعله بمفرده. فعلهمعنا طالما أنه قد أخذنا جميعنا. الكل وُجدِ في الجسد حيث بكونه إله أخذ الكل وفق البشارة.
عبارة"صُلِب لأجلنا" ليست مجرد ظهور لمحبته إلينا, ليست فقط عمل تقدمة وذبيحة سامية للبعض الآخر. إنه عمل يصير معنا لكن فقط لأجلنا. يصعد المسيح إلي الصليب حاملاً الطبيعة البشرية. يُصلب الإنسان,اي الطبيعة البشرية. لكن الإنسان لا يتألم. يتألم الإنسان الإله. يُصلب المسيح معنا. لكن بينما الألم هو خاص به, ثمار الألم هو خاص بنا. نفس الأمر أيضًا يحدث بقبر يسوع. معه دُفنا نحن, طالما الكل كان يُوجد فوق الصليب. لأجلهذا يقول بولس: "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيم الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِيجِدَّةِ الْحَيَاةِ؟"(رو4:6).دفننا صار في اللحظة التي فيها الرب وُضِع في قبر جديد, وبالمعمودية نعترف بهذاالدفن معه. لقد قبلنا هذا الدفن ونحياه لأجل هذا أيضًا جُرن المعمودية يرمز للقبر.الخطية تموت وتُدفن. مثل المغسلة التي تُمحي فيها الوساخة, هكذا في جرن المعمودية نترك الإنسان القديم. التغطيس ثلاث مرات في جرن المعمودية يرمز للثلاثة أيام التيقُبر فيها المسيح والدفن الدائم لنا من جهة الخطية, الصعود الثالث من جرن المعمودية يرمز إلي القيامة في اليوم الثالث.
وأداةالربط«συν»التي تعني: مع, موجودة أيضًا في القيامة: "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَالْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِيجِدَّةِ الْحَيَاةِ؟"(رو4:6).قيامته هي قيامتنا هل نستطيع أن نتخيل إنسان رأسه موجود قائم خارج الأرض لكن جسده هو مدفون, مغمور في الطين والحجارة؟
المسيح هو الرأس (أنظر أفسس23:5. كو18:1), نحن جسده هل قام الرأس؟قام معه أيضًا الجسد, قمنا نحن جميعًا معه:"وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَاأَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­ وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"(أفسس5:2ـ6).
+هكذا أداة الربط: συν"مع" تُظهِر أيضًا مشاركتنا في موت وفي قيامة المسيح. هذه المشاركة لا تصير بطريقة سحرية بأن يعمدوننا في ماء المعمودية. تصير بالإيمان,بنوال واعي لسر المسيح, بجهادنا الشخصي في الحفاظ علي إماتة الخطية وقيامتنا في حياة جديدة.
هكذاالعنصر الأساسي لأداةالربطσυν: "مع" للمشاركة,مشاركتنا في موت وفي حياة يسوع, هو الإيمان:"مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِيالْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِاللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ"(كو12:2).
عنصرآخر للمشاركة هو الجهاد لأجل حياة جديدة:"فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَالْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِيجِدَّةِ الْحَيَاةِ؟"(رو4:6).قيامتنا هي مزدوجة واحدة هي الآن, هنا: القيامة الروحية. القيامة, ثورة, تغييرطريقة الحياة. سنصير أُناس جُدد سنغير عاداتنا, سنسير في طُرق أخرى, الثانية هي القيامة العتيدة. هنا تقوم نفوسنا وفي المستقبل سيقوم جسدنا عن هذا الأمر يقول ا
لقديس يوحنا ذهبي الفم: "بينما الحديث هو عن القيامة العتيدة, يطلب بولس مِنا قيامة أخرى إنها طريقة حياة جديدة تصير الآن وتظهر بتغيير سلوكياتنا. قيامة روحية هي, عندما يصير الزاني عفيفًا, عندما الطماع يصير مُحسن, عندما الوحش يصير هادئ.هذه القيامة هي مثل القيامة الأخرى"(ΕΠΕ17,30).
"هكذانسلك في جدة الحياة"(رو4:6). وفق أقوال الرسول بولس, سوف ينبغي علينا أن نكون أناس جُدد, وعليناإطلاقًا أن لا نسقط في الخطية. أن تزدهر دائمًا القيامة في وجوهنا. الكل صار"جديدًا" (أنظر رؤ5:21) صار هكذا بواسطة المسيح. لكن للاسف نحن لا نريد أن نصير أُناس"جُدد" وأن نستخدم قوة النعمة لإعلان الحياة الجديدة.
لكن كوننا أننا نسقط لا يقلل من قيمة القيامة إلا أننا جديرين بالرثاء لأننا نختارالسقوط وليس القيامة, القذارة وليس القداسة. وعن هذا الأمر يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "عندما تسمع عن الحياة الجديدة,عليك أن تنتظر تغيير كبير, إنتقال عظيم, لكن في هذه اللحظة يخطر علي بالي أن أبكي وأحزن حين أفكر في الإمساك والإنضباط الذي يطلبه منِا بولس الرسول وكم اللامبالاة التي ننتهجها تجاه ذواتنا بعد تجديد المعمودية إذ نرجع مرة أخرى إلي الأشياءالعتيقة السابقة,إلي مرارة الخطية ونعود مرة أخرى إلي القئ السابق. تركنا الحيويةالتي منحتنا لنا النعمة, وفضلنا أمور الخطية العتيقة. حقًا, محبة الأموال, والخضوع للشهوات وكل خطية تجعل الإنسان عتيقًا"(ΕΠΕ17,30-32).



متحدين مع المسيح الآخر لديها أشواك وثمار فاسدة؟ من جانب واحد تن
"لأنه إن كنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته"(رو5:6).
هل من الممكن لشجرة أن يكون لديها من جانب واحد ورود ذات ورق جميل ومتنوعة الألوان, ومن الجانب بعث رائحة طيبة, ومن الآخر رائحة فاسدة؟ بالطبع لا. هكذا سوف لا يجب أيضًا ان تنبعث منا رائحة كريهة ويكون لدينا أشواك الشهوات. وهذا لأننا بمثابة شجرة واحدة مع المسيح. الكنيسة هي الكرمة. ونحن الأغصان. الجميع شربوا من نعمة واحدة.
أيضًا كل واحد علي حدة يستطيع أن يُدرك كشجرة مزروعة بجوار الشجرةالكبيرة التي هي صليب المسيح . كل نقطة من دم الرب المصلوب هي البذرة لشجرة جديدة, لمسيحي جديد. نحن "متحدين" مع المسيح. يشدد بولس الرسول علي هذا الأمر, قائلاً:"لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ،نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ"(رو5:6).
معموديتنا تشبه موت ودفن يسوع: "إن كنا متحدين معه بشبه موته". أي أن المعمودية هي تشبه موت المسيح ليست بالضبط موت المسيح. هناك,علي الصليب مات الرب جسديًا. هنا, في المعمودية, في حياة الإيمان يموت الشر. لكن يستخدم أيقونة النبات لكي يبرهن أنه ليس فقط نحن مزروعين ونبات لنفس البستان, لنفس الفردوس بل نحن أيضًا ثمار يجب أن نثمر.يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "يقدم أيقونة النبات مشيرًا للثمرة التي سوف تأتي.مثلما بالضبط جسد المسيح دُفِن في الأرض وأتي كثمرة خلاص المسكونة, هكذا أيضًا جسدنا, طالما دُفن في المعمودية أتي كثمرة بر وقداسة وعطية ذاك القائم" (ΕΠΕ17,40).
نحن متحدين أو مطعمين في المسيح. متحدين بموته متحدين بقيامته.بجوار شجرة الصليب يوجد شجرة إماتتنا بجوار وردة قيامته تزدهر وردة قيامتنا العتيدة ,ما هو الإختلاف بين الإثنين؟
+نحن متحدين "بشبه موته" الآن أي من اللحظة التي صرنا فيها مشاركين موته. الآن نموت.لا نموت... عندما نموت لحظة التوبة والتغيير هي موتنا. إذن لدينا إماتتين. واحدة هي موت المسيح جسديًا علي الصليب والتي تعني حياة بالنسبة لنا. وواحدة أخرى تخصنا هي موتنا من جهة الخطية بالتوبة والتي تعني أيضًا حياة. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن هذا الأمر: "يصير حديث عن إماتتين وموتين. الأول صار من المسيح في المعمودية,بينما الآخر يجب أن يصير منِا بجهادنا. أن تُمحي خطايانا السابقة فهذا عمل يخص عطيته. أن نظل أيضًا بعد المعمودية موتى من جهة الخطية يجب أن يصير جهادنا القاسي.وفي هذا الجهاد أيضًا نرى الله يساعدنا"(ΕΠΕ17,44).
+نحن متحدين أيضًا بقيامته. هنا القيامة تعني القيامة العتيدة. ويبدو من الفعل.سابقًا قال:قد صرنا متشابهين بموت يسوع, بالنسبة للقيامة يقول:في المستقبل سنصير. ولا يستخدم كلمة: سوف لا تشبه قيامتنا قيامة المسيح بل سوف نحيا قيامة المسيح ذاتها. أي, جسديًا: ذاك قام جسديًا ونحن سنقوم.
الإنسان العتيق: "عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَاالْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَنُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ"(رو6:6). الصليب سبق القيامة ولم يكن من الممكن أن يقوم المسيح لو لم يكن قد صُلِب.ونحن لم يكن لنا أن نقوم"قيامة الحياة"(يو29:5) لو لم نُصلب أولاً وذاك,الذي يريد صَلبْ وتسمير هو الإنسان العتيق, جسد الخطية. وليتنا لا ننسي هذا الأمر,صليب المسيح رُفِع لكي تُسمر خطايانا. آدم الجديد, المسيح, صُلب لكي يُسمَّرالإنسان العتيق. تألم الجديد لكي يصير العتيق جديدًا . هذه الحقيقة يشدد عليها بولس الرسول: "عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُلِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًالِلْخَطِيَّةِ"(رو6:6).
وُلدِنا ثانيةً بالمعمودية لكن ميول الإنسان العتيق مازالت موجودة. أعطينا وعدًا بأننا نجحدالشيطان وكل أعماله التي هي أعمال الإنسان العتيق. أعطينا وعدًا أننا إنضممنا إليالمسيح. هنا بقايا الإنسان العتيق مازالت عالقة, بداخلنا رؤوس الخطية هي مثل رأسحية تعيش في الماء. كلما تقطعها تنبت من جديد.نتضايق من ضغط القديم, الإنسان القديم الذي يختفي داخلنا. يرفع رأسه ويطلب أولويات.وأحيانًا نحن نتراجع. لكن الرسول بولس يعلن لنا: "لا نعود نُستعبد للخطية" إذنعلينا أن نتسلح بالأسلحة الروحية. أن نتعلم كيف نعرف حيل الشيطان وأكاذيبة لكي ننتصر عليه بسهولة (أنظر القديس يوحنا ذهبي الفم: ΕΠΕ17,42).
حتى متى يارب؟
حتى متى نستهين بموتك علي الصليب؟حتى متى نستهين بطول أناتك؟
حتى متى نستهين برحمتك؟
يارب سوف ينبغي علينا أن نكون أقوياء وغرباء عن الخطية ولا نتاثربالشر.
الشيطان يضايقنا بشدة.

يارب, ساعدنا ظلل علينا بيدك القوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق