الجمعة، 3 يونيو 2011

20ـ عن العشق
              الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
بحسب الأفلاطونية المحدثة، ليس لدي الله عشق للإنسان بل الإنسان لديه عشق لله. لكن بحسب أتباع هذه الفلاسفة، العشق هو غياب أو نقص، لأن الإنسان ـ هكذا يقولون ـ لديه عشق تجاه شيء ينقصه. وبحسب رأيهم هذا يحدث لكل الأنحاء، أيضًا في علاقات الله مع الإنسان. هذا النقص يُدعي عشق في الفلسفة اليونانية القديمة. هذا العشق هو لدي ذاك الذي ليس هو كامل. بالتالي العشق هو للناقص وغير كامل. الكمال هو بحسب هؤلاء كبح أو ردع العشق. هكذا فقط الإنسان كغير كامل لديه العشق، بينما الله بكونه كامل ليس لديه العشق. الله لا يمكن أن يكون لديه عشق، لأنه هو كامل، إنه مكتفي بذاته، ولأجل هذا السبب هو بحسب هؤلاء، غير المتحرك يُحرِك  او يسبب الحركة للكائنات الاخرى τό ἀκίνητον κινοῡν.
لكن أنظروا الآن ماذا يسري في التقليد الأرثوذكسي. هناك حيث القديس ديونسيوس الأريوباغي يقول إن الله هو أيضًا متحرك، يقول أيضًا شيء آخر. يقول أيضًا أنه يوجد البعض الذين يناقشون الموضوع ما إذا كان العشق والمحبة هما نفس شيء. وهؤلاء يقولون أنهما ليس نفس الشيء. العشق شيء، والمحبة شيء آخر. هكذا، يقولون، ان الله لدية محبة، بل ليس لديه عشق للإنسان، بينما الإنسان لديه عشق، لكن يجب أن يكون لديه فقط المحبة. لكن يستدعي القديس ديونسيوس خبرته فى الشركة مع الله وينتهي إلي أن الله، ليس لديه فقط المحبة، بل أيضًا عشق للإنسان يقول أيضًا أن العشق والمحبة لله هما نفس الشيء. لكن مَنْ هو الأفلاطوني الذي يمكنه أن يقول إن الله لديه عشق للإنسان؟ هذا مستحيل !!!.

هناك تعليق واحد:

  1. الشكر الجزيل على اهتماكم بالمستجدات المطروحه على الساحه واستخراج الفكر الابائى الخاص بها الذى يشرح ويفسر ويرد فى ايجاز غير مخل بالمعنى .. مجهودكم رائع لانه مصحوب بالنعمه والصلاه ولذلك فهو مثمر .. لعل من يبحثوا عن الردود يقرأوا ولعل استاذه اللاهوت تستفيد ايضا..مجددا لكم الشكر على مجهوداتكم البارزه الهامه

    ردحذف