هل العذراء مريم هي الأولى - من حاملات الطيب - التي رأت المسيح القائم ؟
ملحوظة : هذه المقالة مجرد طرح جديد يقبل النقاش
د.جورج عوض إبراهيم
حاملات الطيب هي النساء اللاتي تبعن الرب مع أمه ، ظلوا معها أثناء الآلام الخلاصية وحرصوا على دهن جسد الرب بالطيب . عندما طلب كل من يوسف الرامي ونيقوديموس وأخذا من بيلاطس جسد الرب ، أنزلاه من على الصليب ولفاه بملاية مع عطور وأطياب مختارة ووضعوه في قبر جديد ووضعوا على باب القبر حجراً كبيراً ، وكانت توجد هناك ، بحسب إنجيل مرقس ، مريم المجدلية ومريم الأخرى جالسين أمام القبر. مريم الأخرى كان يقصد أم الرب . ولم يكن هؤلاء فقط هناك ، بل نساء أخريات كما ذكر الإنجيلي لوقا .
قيامة الرب هي إعادة تجديد للطبيعة البشرية وإعادة خلق ، والصعود مرة أخرى إلى حياة آدم الأولى غير المائتة ، آدم الذي أُغرق من الموت بسبب الخطية وبواسطة الموت رجع إلى الأرض التي خُلِقَ منها . إذن مثلما ذاك في البداية لم يراه أي إنسان ، حيث لم يكن يوجد أحد تلك الساعة ، بعدما أخذ هو الأول نسمة الحياة بالنفخة الالهية رأته إمرأة ، لأن بعد الإنسان الأول خُلقت حواء . هكذا آدم الثاني ، أي الرب ، عندما قام من الأموات لم يراه أي إنسان - طالما لم يكن موجود أحد من خاصته والجنود الذين كانوا يحرسوا القبر مرعوبين من الخوف صاروا كمثل الأموات - وبعد قيامته رأته في الأول إمرأة .
إذن ، بعدما أعدّت حاملات الطيب الأطياب والحنوط بحسب الوصية إسترحن يوم السبت .
يقول القديس لوقا: " ثم في أول الأسبوع ، أول الفجر ، أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددته ، ومعهن أناس .....وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن .... " لو1:24-10 .
بينما يقول القديس متى : " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى " مت1:28.
وكذلك القديس يوحنا يقول : " وفي اول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باقٍ " يو1:24 ، اما القديس مرقس : " وبعدما مضى السبت أشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه . وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس " مر 1:16-2 .
أول الأسبوع المذكور في الأناجيل هو يوم الأحد . بناء على هذا، عبارات مثل : باكر جداً والظلام باقٍ، أول الفجر ، تدل على وقت الفجر وامتزاج النور مع الظلام . ويبدوا بالطبع ان الإنجيليون يختلفون مع بعض بخصوص الوقت وعدد النساء . حاملات الطيب كانوا كثيرات وأتين إلى القبر ليس مرةً واحدة بل مرتين أو ثلاثة ، أتين في صُحبة ، لكن ليس بالضرورة في كل مرة نفس الأشخاص ، وجميعهن في الفجر لكن ليس في نفس الوقت بالضبط . هكذا نرى ان أول من أتت إلى قبر إبن الله هي والدة الإله ومعها مريم المجدلية . وهذا الإستنتاج من إنجيل متى لأنه يقول : " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى " التي كانت هي أم الرب ، " وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ " مت 2:28-4.
نعتقد أنه لأجل والدة الإله فُتح القبر ( لأنها هي الأولى التي لأجلها ومن خلالها فُتح لنا كل شيء سواء في السماء أو في الأرض ) ولأجلها أبرق الملاك لكي ترى القبر الفارغ والمعجزة العظيمة بوجود الأكفان بدون المسيح القائم , وواضح ان الملاك المبشر هو غبريال الذي أعلن حقيقة القيامة مظهراً القبر الفارغ وقائلاً لحاملات الطيب ان يخبرن التلاميذ . وعندئذٍ " خرجن بخوف وفرح عظيم " .
ونعتقد أيضاً أن الخوف إنتاب مريم المجدلية والنساء الأخريات ، بينما أم الله فرحت فرحاً عظيماً لأنها أدركت أقوال رئيس الملائكة المفرحة التي صدقتها أكثر من الأحداث التي تستحق التصديق ، مثل : حدث الزلزال وتحرك الحجر والقبر الفارغ والأكفان الخالية من الجسد . والسبب الذي جعل الإنجليون لا يبرزون شهادة العذراء لقيامة الرب ورؤيتها له من منطلق أنها كانت أُم الرب وشهادتها بالنسبة لغير المؤمنين شهادة مجروحة . لذا كانت مريم المجدلية أحد الشهود الأساسيين لقيامة الرب في الأناجيل .
هكذا والدة الإله هي الأولى التي تعرفت على القائم ووقعت عند قدميه وصارت رسولة تجاه الرسل ، وأثناء عودتها ظهر يسوع إلى حاملات الطيب ، قائلاً لهن : " سلام " . وكما رأت حواء الأولى لأول مرة آدم الأول بعد أن قام من السُبات العميق ، هكذا العذراء مريم ، حواء الثانية هي الأولى من حاملات الطيب التي رأت يسوع بعدما قام .
دكتور أنا شويه مش معتقد فى كده فكيف يغفل الانجلييلن ترتيب مريم ام الله ويذكروها بعد مريم المجدليه وباقى المريمات. ثم ان هناك راى يقول ان السيده العذراء لم تذهب لانها علمت بتتميم النبوات فى ابنها وتعلم ان كلامه عندما قال بعد قيامتى سابقكم الى الجليل. فهى كانت على علم بانه ليس موجود فى القبر.
ردحذفهل مريم الأخرى هي العذراء الأم؟
ردحذفهذا الاحتمال مرفوض تمامًا. فكيف يسميها متى مريم الأخرى، هل يليق هذا بأم المخلص، أما كان يقول مريم أمه كما هي العادة. لو كانت مريم العذراء في وسط هذه الجماعة لكان أحد الإنجيليين على الأقل وبالأخص يوحنا التي صارت لهُ أمًا قد ذكر وجودها. وأليس عجيبًا أن يذكر الإنجيليين مريم المجدلية بالاسم ولا يشار للعذراء سوى بالقول "الأخرى".
قد يكون هناك ظهور للسيد المسيح غير مذكور في الأناجيل لأمه العذراء. ولا حاجة لذهابها للقبر. وكما قلنا سابقاُ فهناك شروط ليظهر المسيح لإنسان بعد القيامة مثل الإيمان والمحبة، وهل هناك إيمان بقدر إيمان العذراء التي رأت منذ البشارة بالمسيح العجب. وحفظت كل هذه الأمور في قلبها (لو51:2). وهل هناك محبة تعادل محبة الأم لإبنها، وهل هناك قداسة تعادل قداستها هذه التي استحقت أن يولد منها المسيح. العذراء الأم إذن يتوفر فيها كل الشروط التي تسمح لها بأن يكون لها ظهور. بل أن إيمانها كان يمنعها أن تذهب للقبر فهي بالتأكيد كانت متأكدة من قيامته كما قال. وهل لا يظهر المسيح لأمه المتألمة لصلبه وموته بهذه الصورة البشعة، هذه التي جاز سيفٌ في نفسها (لو35:2). نثق في أن المسيح ظهر لأمه ظهورأ خاصًا ليعزى قلبها فهي تستحق هذا.
ولنلاحظ أن المسيح لن يراه كما قلنا أحد من البشر إلا بشروط كالإيمان والمحبة والقداسة ولكن هناك ثلاث حالات لهذه الرؤيا:-
1) من يستحيل أن يرونه:- كاليهود الرافضين له لأنه ضد مصالحهم المادية، لذلك تحجرت قلوبهم وعميت أعينهم. وأيضا من يعيش في خطاياه.
2) من يعالج المسيح ضعفهم الناتج عن عدم الفهم:- مثل المجدلية والتلاميذ وشاول الطرسوسي. وهؤلاء يكون ظهوره لهم على درجات كما قلنا من قبل.
3) من يحب المسيح أن يظهر لهم نفسه في حب:- هؤلاء هم من يحبونه من كل قلوبهم ويؤمنوا به ويحيون في قداسة، مثل أمه العذراء مريم والقديس يوحنا في رؤياه والقديس الأنبا بيشوى وكثيرين من الشهداء أثناء آلامهم وعذاباتهم.
https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-2-The-Passion-n-Resurrection/Alaam-El-Masi7-Wal-Kyama__01-Chapter-11.html