السبت، 4 مايو 2013

مكاسب القيامة

مكاسب القيامة
د. جورج عوض إبراهيم
ما المكاسب التي حصلنا عليها من القيامة ؟
أولاً : أعطتنا المسيح الحيّ . دُفن المسيح ثلاثة أيام في القبر، وبدا ان الموت قد إبتلعه مثلما بلع الحوت يونان النبي . في النهاية أخرج الحوت  يونان حياً . هكذا أيضاً الموت تقيأ المسيح حياً. لماذا تقيأ الحوت يونان حياً ؟
لأنه لم يجد في يونان طعاماً مناسباً ، أي طعامه المعتاد . لقد بدا له يونان انه طعام غير معتاد عليه ، لذلك لم يستطع ان يفترسه ويهضمه . أُجبر ان يًخرجه حياً.
والوحش الذي يُسَمىَ الموت  تقيأ المسيح حياً لأنه لم يجد فيه الطعام الذي يعرفه. طعام الموت هو الخطية. المسيح كان لا علاقة له بالخطية. بالتالي بالنسبة لمِعدة الموت كان المسيح ثقيل جداً ولا يُهضم ( ق.ذهبي الفم ( ΕΠΕ31,294  ) 
بالقيامة خرج المسيح الحيّ الذي هو حجر الزاوية الثمين.
عندما يبتلع أحد حجراً ، أولاً تحاول المعدة ان تفرز سوائل لهضمه . إن فشلت في هذا الأمر ووجدت ان هذا مستحيل، عندئذٍ تتقيأ الحجر بألم شديد.   مثل هذا الأمر حدث مع الموت. حينما بلع يسوع المسيح الذي هو حجر الزاوية ، الحجر الثمين . لم يستطع ان يهضمه ليحلله ويُخفية . أًجبر ان يطرده خارجاً بآلام شديدة.  وهو يتقيأ يسوع المسيح تقيأ معه كل الطعام الذي كان في معدته . أي كل الطبيعة البشرية. بقيامة المسيح  قامت كل البشرية (  ΕΠΕ31,294-296).

ثانياً : بالقيامة خرج الموت ميتاً ! بدلاً من ان يبتلع المسيح أُبتلع هو ذاته : [  وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ» ] 1كو54:1. قيامة المسيح ألقت خارجاً عُقم الموت .
لدينا في العهد القديم ولادات معجزية من نساء عاقرات، مثل ساره أم إسحق، رفقة أم يعقوب ، حِنه أم صموئيل ، أليصابات أم يوحنا السابق . هؤلاء ولدن بطريقة معجزية.
هذه الأحداث المعجزية تشير إلى ولادة الإله المتأنس ليس من عاقر بل من عذراء. إنها ترمز لولادة حشد من الأولاد من كنيسة كانت عاقر قبل المسيح. تشير إلى القيامة من أرض عاقر وقبر عاقر. تشير إلى عُقم الموت. يقول القديس ذهبي الفم : " قد سبق للعاقرات ان تلد لكي تؤكد ولادة العذراء. وليس هذا فقط . لو تفحصنا الأمرجيداً هذا الأمر يصور لنا عُقم الموت " (ΕΠΕ31,296 ) .
ولادة إسحق من سارة العاقر ترمز إلى قيامة المسيح من أرض عاقر. مثلما ولادة إسحق كانت إختبار الإيمان لآبرآم ، هكذا قيامة المسيح هي إختبار الإيمان لكل مسيحي. ومثلما صار إبرآم أب لأناس كثيرين وللأمم ، هكذا المسيح بقيامته صار أب لكثير من المسيحيين. بقيامة المسيح أُصيب الموت بالعقم . كان للموت أجنة في الهاوية . والآن بالقيامة جُرد الموت وصار ميتاً. أيضاً القيامة أبطلت خوف الموت . لن نحيا مرعوبين من الموت . لن نهابه.

ثالثاً : قيامته تمثل ضمان لقيامتنا. يقول القديس ذهبي الفم : " بعدما مات حقاً ، قام. لأجل ذلك أيضاً كان مع تلاميذه لمدة أربعون يوماً لكي يُخبرهم ويُظهر لهم كّم البهاء الذي ستكون عليه أجساد كل المؤمنين بعد القيامة " ( ΕΠΕ31,246)  . بما ان المسيح هو الرأس ونحن جسده ، هل يمكن ان يقوم الرأس ويظل الجسد ميت؟  إذن قيامة المسيح تعني قيامة أجسادنا. وحيث أننا قمنا نرى بالرجاء الحياة. نواجه بجرأة الضيقات والآلام : " نعاني في الحياة الحاضرة من آلام شديدة. إن لم يوجد رجاء في الحياة الأخرى عندئذٍ مَنْ هو الآخر الذي هو أتعس مِنا؟ " ( ΕΠΕ31,602,604).
رابعاً : القيامة أعطتنا أن نحيا حياة جديدة ، فالقيامة تُعيد إحياء الإنسان . فالعالم يجعلنا نشيخ أما المسيح يعيد إحيائنا مرة أخرى. المسيح بقيامته من القبر أخذنا نحن الخطاه العجزة والذين على وشك الموت وجعلنا شباب وأُمراء لممالك. منحنا الشباب الأبدي.

إذن ثمار القيامة هي :
إماتة الموت
رجاء الحياة الأبدية
حضور المسيح الحيّ
ربيع الحياة الروحية
السلام الحقيقي والفرح الحقيقي


                                                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق