البنوة الالهية غير البنوة البشرية
للقديس أثناسيوس الرسولي د.جورج عوض
يؤكد
القديس أثناسيوس على الفرق الشاسع بين الولادة الإلهية والولادة البشرية ، قائلاَ
: "الابن لم يولد (من الآب) كما يولد انسان من انسان، حتى يعتبر انه قد جاء
الى الوجود بعد وجود الآب، بل هو مولود الله، ولكونه ابن الله الذى هو من ذاته (من
ذات الله) الموجود من الأزل. لذلك فإنه هو نفسه (أى الابن) موجود من الازل. فبينما
خاصية طبيعة البشر أنهم يلدون فى زمن معين. بسبب أن طبيعتهم غير كاملة. أما مولود
الله فهو أزلى، بسبب الكمال الدائم لطبيعته. فإذا لم يكن ابناً. بل مخلوقاً وجد من
العدم، فعليهم أن يثبتوا ذلك أولاً. وبعد ذلك إذ يتصورونه مخلوقاً. يمكنهم أن
يصيحوا قائلين "كان هناك وقت عندما لم يكن الابن موجوداً، لأن المخلوقات لم
تكن موجودة قبل أن تخلق" أما أن يكن هو ابناً ـ كما يقول الآب وكما تنادى به
الكتب المقدسة ـ فإن "الابن" ليس شيئاً آخر سوى أنه المولود من الآب.
والمولود من الآب هو كلمته وحكمته وبهاؤه " ( ضد الآريوسيين 14:1 ) ثم
يتسائل قائلاَ :
متى
كان النور في وقت ما بدون بهاء ؟
متى
كان النبع جافاَ بدون ماء ؟
لقد
إحتفظ الآريوسيين بإسم الإبن حتى لا يُدانوا علناً أمام الجميع ، إلا أنهم ينكرون
أنه مولود من جوهر الآب حتى لا يتجزء جوهر الآب وينقسم إلى أقسام. ومشكلة
الآريوسيين ـ كما يقول القديس أثناسيوس ـ أنهم يتصورون أفكاراً جسدية وينسبونها
للإبن غير الجسدي ( ضد الآريوسيين 15:1 ) . يؤكد القديس أثناسيوس على أن الإبن من
نفس جوهر الآب ، إذ يقول :
"
الآب يقول "هذا هو ابنى الحبيب"[1]
وأيضاً يقول الابن أن الله أبوه[2].
فيكون واضحاً إذن. أن ما يشترك فيه ليس من الخارج. وإنما هو من جوهر الآب. ومرة
أخرى. إن كانت هذه المشاركة. شيئاً آخر. غير جوهر الابن، سيحدث نفس الخطأ، إذ فى
هذه الحالة ـ سيكون هناك شئ فى الوسط بين ما هو من الآب وبين جوهر الابن أياً كان
هذا الشئ " ( ضد الآريوسيين 15:1 ). ويستمر القديس أثناسيوس، قائلاً: " وحينما
نقول أنه "ابن" و "مولود" فلا يعنى هذا تغيراً ولا تقسيماً
لجوهر الله. بل بالاحرى، نحن نعرف أنه ابن الله الوحيد الجنس، الأصيل والحقيقى.
وهذا هو ما نؤمن به " ( ضد الآريوسيين 16:1 ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق