الأحد، 3 يوليو 2011

23ـ عن الموضوعية περί ἀντικειμενικότητοςفي البحث وفي التعليم اللاهوتي
الاب رومانيدس – ترجمة د جورج عوض
ماذا نقصد حين نقول، الموضوعية في البحث؟ الموضوعية في العلوم الوضعية، تُكتسب بالملاحظة والتحليل. علي سبيل المثال، كيف تعلمنا أنه توجد مائة ألف كروموسوم في الخلية الواحدة؟ لاحظناها بميكروسكوب إليكتروني، صورناها وتم معرفة عددها (حديث الأب رومانيدس كان عام 1983 والآن حدث تطور هائل في هذا الموضوع).
نفس الأمر يصير بالنسبة لعِلم النجوم، أي مع العالم الكبير. قبل عام 1936م كل علماء النجوم إعتقدوا أنه كان يوجد مجرة واحدة فقط. لكن اليوم (1983م) علماء النجوم يعرفون بالتلسكوب الراداري أنه توجد علي الأقل 100 مليون مجرة في الكون! أي يري المرء ويتحقق بواسطة خبرة الملاحظة هذه الموضوعية التي توجد في العلوم الوضعية والتي تأتي من الملاحظة، الإختبار والقياس، هي العمود الفقري للعلوم الوضعية. ملمح موضوعية العلوم الوضعية هذه هو التكرار وإعادة المحاولة للتأكد من النتيجة. أي علماء كثيرون في أماكن مختلفة من العالم يستطيعوا في نفس الوقت أن يتحققوا من ذاك الذي سبق وإكتشفه أحد زملائهم. أي المعرفة العلمية تقبل التأكد وإعادة التحديد من علماء آخرين في مكان وزمن مختلف. إذن شهادة الكثيرين والوثائق العلمية هي تلك التي تُنشيء وتحدد الموضوعية في العلوم الوضعية.
الآن في اللاهوت الآبائي ماذا يمكن أن تكون الموضوعية وكم يمكن أن تختلف عن الذاتية؟ التعاليم اللاهوتية المختلفة التي تُستخدم اليوم في الأرثوذكسية، هي ببساطة تقديرات لما هو التقليد الآبائي. التقديرات الذاتية. لكن كيف يمكن للمعلم اللاهوتي الأرثوذكسي اليوم أن يكتسب الموضوعية في تعليمه؟ لأن المشكلة هي الآتي:
لأن اللاهوتي الأرثوذكسي لديه إيمان أرثوذكسي منذ الصغر، عادةً يقبل كأمر مسلم به حقيقة إيمانية. أي لأن المسيحي الأرثوذكسي، مسبقًا يؤمن، يقبل المسيح، يقبل تعليم المسيح كتعليم حقيقي، يقبل تعليم آباء الكنيسة، يقبل قرارات المجامع المحلية والمسكونية، يقبل قوانيين الكنيسة...الخ. إذن اللاهوتي الأرثوذكسي اليوم كيف تحت مثل هذه الأسس يمكن أن يكتسب الموضوعية في المنهج اللاهوتي؟
هذه هي المشكلة الأساسية اليوم.  (يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق