الأحد، 24 يوليو 2011

شركة القديسين
العظة الخامسة
المطران إيروثيوس فلاخوس – ترجمة د. جورج عوض
1ـ عبيد الله
2ـ رُسل المسيح
3ـ الإكليروس
4ـ الكنيسة المنتصره (الأنبياء, الرُسل, القديسين)
صدرالاب أمراً, بعد رجوع الابن الضال وإحتضانه من أبيه, بأن يلبسوه ويجهزوا إحتفال لكي يفرحوا ويحتفلوا برجوعه. في المثل يُقال أن الأب أعطي الأمر لعبيده: " فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ" (لو22:15). مَنْ هم هؤلاء العبيد الذين يتممون مشيئة الآب؟ بحسب آباء الكنيسة, طالما البيت هو الكنيسة, العبيد هم الإكليروس هؤلاء أخذوا أمرًا من الله أن يُلبسوا الإبن الضال الذي عاد إلى حضن ابيه.
أخذ المسح إثني عشر رسل, قدسهم وأعطاهم الروح القدس وأرسلهم إلي كل العالم ليعمدوا ويكرزوا للناس. لقد قال لتلاميذه: "اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي، وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (لو16:10). هكذا, الرسل ليسوا هم ممثلون ونائبون عن المسيح, لكن سر حضور المسيح المحسوس بينهم. هذا يعني أن الإكليروس ليسوا مثل سفير دولة في دولة أخري, ليسوا مثل ممثلين لرئيس,بل بواسطة الرسل يعمل المسيح ذاته عندما يغفر الرسل, يغفر ويُصدِّق أيضًا الله.
الأساقفة ينتمون إلي الإكليروس وكذلك الكهنة والشمامسة. الأساقفة هم الرأس المنظور لكنيسة محددة, في مكان رأس الكنيسة وكنموذج له. نقبل في شخص الأساقفة المسيح. يوجد تعاقب رسولي. أي, مثلما من لمبة نُشعل الثانية, والثالثة...الخ, وننقل النور إلي كل المكان, هكذا يحدث أيضًا بالتعاقب الرسولي. برسامة ومعايشة التقليد الأرثوذكسي تُنقل من جيل إلي جيل الرسل والبركة التي نالها أولئك من المسيح. إنقطاع التقليد الأرثوذكسي ينشئ الهراطقة. لأجل هذا, له أهمية عظمي أن ندقق مَنْ الذي نذكره من الأساقفة في ساعة الليتورجيا ؟ الأسقف الذي له شركة مع كنائس أرثوذكسية أخري, يعني أنه قانوني وأرثوذكسي, أما لو كان ليس له, عندئذٍ يجب أن نُبعِده.
الأساقفة يرسمون كهنة وشمامسة لخلاص البشر. إنهم قادة شعب الله الذين يخدمون الشعب لكي يصلوا إلي الفردوس, إلي أرض الموعد. مثلما موسي العظيم قد قاد ببركة الله الشعب إلي أرض الموعد, نفس الأمر يفعل أيضًا الإكليروس. يقودون الشعب إلي الفردوس.
لأجل هذا يتطلب التوقير والأحترم للإكليريكيين. لا نستطيع أن نقول أُحِب الكنيسة لكن لا أريد أن تكون لدي علاقة مع الإكليروس. هذا يمثل شيزوفرينا روحية. الإكليروس يعمدوننا, يمسحوننا, ويُطعموننا بسر الشركة الإلهية, نعترف عندهم ويتوجوننا وعامةً يعملون كل الأسرار. بالتأكيد, يجب أن نقول أن الإكليريكيين يعملون هذا العمل بنعمة وبركة الله وليس بقدراتهم الخاصة. أثناء تسبحة الشاروبيم يصلي الأسقف أو الكاهن للمسيح: "أنت هو المُقدِّم والمُقدَّم, العَاطي والمُعطَّي أيها المسيح...". يصلي الإكليروس للآب أن يقدس التقدمات الكريمة, يرسل الآب الروح القدس ويحول الخبز والخمر إلي جسد ودم المسيح وبواسطة الكاهن تُقدَّم هذة الاسرار إلي الشعب.
أيضًا, الكنيسة هي شركة القديسين, مجمع الملائكة والبشر, السمائيين والأرضيين. هكذا, الكنيسة تٌميز إلي كنيسة مجاهدة وكنيسة منتصره ( اعضاء الكنيسةالمنظورة وغير المنظورة – المترجم ). ينتمي كل المعمدين والمؤمنين إلي المنتصره, أي كل الذين تعمدوا ويحفظون نعمة المعمودية المقدسة مشتعلة والقديسون ينتمون إلي المنتصره.
لا يُسمِي الناس الطيبين بأنهم قديسيون بل أولئك الذين يشتركون في معاينة وقداسة عمل الله. الله بفعله الخلاَّق خَلق العالم, بعمله المُحَّي وفعله القيادي يقدسه. بالفعل الإحيائي والقيادي لا يخلص, أي ليس كل الذين خُلقوا سوف يخلصون. لكن يخلصون الذين يشتركون في فعل الله الإلهي. ولكي يشتركوا في هذا الفعل يجب أن يطهروا أولاً القلب من الشهوات, أي الحاجة إلي تهيئة وإستعداد.
والدة الإله θεοτόκος تحتل مكانة مركزية في الكنيسة, التي أعطت جسدها للمسيح. تُدعَّي والدة الإله لأنها ولدت من الروح القدس الله بحسب الجسد, الأقنوم الثاني للثالوث القدوس. أي لم تَلِد إنسان صالح وفيما بعد صار نبي عظيم نال نعمة الله وصار إبن الله. كلمة الله كان الله وقبل الحمل أيضًا وبعد الولادة من كلية القداسة. كُلية القداسة وصُفت بأنها دائمة البتولية كانت عذراء قبل الولادة وأثناء الولادة وظلَّت عذراء بعد الولادة. واحد هو الوسيط بين الله والإنسان وهذا هو المسيح. كُلية القداسة هي وسيطة بيننا وبين المسيح. نحن نحب كلية القداسة لسببين. الأول, لأننا نحب المسيح والثاني, لكي نصل إلي محبة المسيح. هكذا, محبتنا تجاه كُلية القداسة إما نتيجة أو هي طريق للمحبة تجاه المسيح.
يوجد في الكنيسة المنتصره قديسون. وهؤلاء هم الأنبياء وأبرار العهد القديم والرسل والقديسون عبر كل الأزمنة. ثم بعد ذلك ينضم الشهداء الذين أعطوا شهادتهم ونالوا الشهادة لأجل المسيح, الذين تنسكوا في الأديرة والبرية من أجل المسيح, والمتزوجون الذين حفظوا إرادة المسيح في العائلة. يوجد قديسون من كل فئات الشعب الإجتماعية, من كل الأعمار, من كل الأمم ومن كل العصور. وهذا يُظهِر إنه لا نستطيع أن نتعلل بأن اليوم الخلاص والقداسة هي مستحيلة. الهدف الأعمق للإنسان هو أن يصير قديس.
عند هذا الحد نستطيع أن نشير إلي سيرة الحياة, حياة وتعليم بعض القديسين الذين لهم علاقة بالبلد التي أتي منها الموعوظ, بالعمر الذي فيه, بالوظيفة التي يمارسها. الشرح الموسع يجب أن يكون للقديس الذي أحب بالحري وسوف يأخذ إسمه ويُلقَّب بعد المعمودية. هذا هو الأهم, لأنه سوف يُظهر أن الخلاص هو ممكن في كل عصر.
أسئلة العظة الخامسة
1ـ هل الإكليروس هم ممثلون عن المسيح؟
لا, ليسوا ممثلين أو نواب, بل سر حضور المسيح الحسي, هم مثال ومكان للمسيح.
2ـ ما هي درجات الكهنوت؟
ثلاثة, الأسقف والكاهن والشماس.
3ـ بماذا يتآلف التعاقب الرسولي؟
يتآلف في إستمرارية نعمة الكهنوت من الرسل حتى اليوم وفي حفظ الحق.
4ـ ما هو عمل الإكليروس؟
أن يشفوا الناس وأن يتمموا أسرار الكنيسة.
5ـ ما هي الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة؟
الكنيسة المجاهدة تتكون من المسيحيين الذين يحيون ويجتهدون لكي يتحدوا بالمسيح والمنتصره تتكون من القديسيين الذين رقدوا ويحيون في ملكوت الله.
6ـ مَنْ هم الذين يُدعون قديسون؟
الذين يشتركون في شركة فعل الله الذي يقدسهم ويجعلهم شركاء الطبيعة الالهية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق