الإنسان الجديد هو الإنسان الخلاق " المبدع "
د جورج عوض
يمكننا أن نعطي ثلاثة أمثلة للطريقة التي بها يحقق الإنسان دوره الكهنوتي بمفهومة العام ودورة الإبداعي وذلك كما يقول الاب كليستوس وير- كاستمرار للعمل الذي بدأه آدم بإعطاء أسماء الحيوانات داخل الفردوس :
1 ـ الإفخارستيا : " نقرب لك قرابينك من الذى لك . على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال " .
إذن الكل يأتي من الله، ولا نستطيع أن نقدم إليه أي شئ ماعدا هذا الذي أخذناه سابقاً كعطية من يديه. وفي الإفخارستيا نقدم عطايا الله لنا، ولكن لا نقدمها له بنفس الشكل الذي أخذناه منه من البداية. لا نقدم قمحًا ولكن خبزًا. لا نقدم عنبًا ولكن نبيذًا. أي نقدم ليس مجرد الثمار الأولى للأرض بالشكل الذي أُعطى إلينا من الله، لكن الثمار الأولى للأرض بعدما تشكلت بأيدي الإنسان. نقدم إلى الله عطيته، ونقدم له أيضاً شيئًا من مساهماتنا: أي نقدم أمامه ثمار الأرض تحمل في داخلها عمل الإنسان الملوكي على الخليقة، والله نفسه يُغير هذه التقدمة إلى جسده ودمه .
2 ـ الأيقونات
إن رسم الأيقونات هو مثال جدير بالملاحظة للطريقة التي بها يعمل الإنسان كمبدع بحسب صورة الله الخالق. الرسام يأخذ ألوان وقطعة من الخشب، بالطبع إن مجد الله هو حاضر فيهما، كما هو حاضر في كل المخلوقات. وبخطوطه وألوانه يجعل المجد الإلهي ظاهر بشكل جديد وبطريقة إعجازية وإعلانية لم تكن من قبل. إن رسم الأيقونة هو عمل إبداعي شخصي وليس عشوائي، والرسام لو عمل بروح الأرثوذكسي الأصيل، لا يُبدع فقط لكن يؤرخ Istore…، والهدف الذي يُعبّر عنه في أيقونته ليس هو إبداعًا ذاتيًا، لكن شئ يكتشفه ـ أو بالأحرى شئ يُكشف له ـ هذه الحقيقة تفسر التقاليد المختلفة للأيقونات المرسومة باليد. يقوم الرسام بعمله الإبداعي الفني بتغيير وتجلي الخليقة المادية. فمثلاً، كما يقول الأسقف كاليستوس وير، تابلوه لفان جوخ يظهر فيه حقل بثمار الذرة والطيور، والذي قام برسمه قبل موته بقليل، هو مثالاً حقيقيًا للتجلي الإلهي، حيث نشاهد الطبيعة وقد سرى فيها الروح وتأتي إلى " حرية مجد أولاد الله ".
3.البحث العلمي
إن عالِم الفيزياء، مثلاً، الذي يراقب أو يكتشف بنية المادة والمعادلات لم تكن مكتشفة من قبل، وكذلك الفني الذي يطبق هذه الاكتشافات لأهداف عملية تُفيد البشرية هما يعملان عملاً يعكس إمكانيات الخلق على صورة الله ومثاله. فاختراع الحاسبات الإلكترونية لفائدة البشر هو تأكيد لحقيقة خلق الإنسان على صورة الله. فالحاسب الإلكتروني يحرر الإنسان من مشقة فكرية، وإن كان هناك سلبيات للاستخدام الدائم، لكن كل كشف جديد يحمل خطراً وذلك إذا استُخدم بطريقة خاطئة. أيضاً على سبيل المثال نجاح العالِم في مجال الذرة له إمكانيات غير محدودة لخير البشرية ولكن في نفس الوقت، استُخدم في تدمير العالم الطبيعي والإبادة الجماعية للبشر.
إن العالم مخلوق بطريقة تجعله في حاجة إلى من يضفي معنى على المخلوقات. فالعالم من نفسه لا يستطيع أن يكون كاملاً ولكنه في حالة تجعله يحتاج للتكميل. الأشياء التي لا يوجد سبب منطقي لوجودها ليس لها معنى. ولكن عندما يكتشف المرء أن لها هدف بعِلةٍ منطقية، عندئذ يصير لها معنى. لذلك إن تشجيع " البيئة العلمية " لتحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية في كافة المجالات من استكشاف أسرار الكون إلى اختراق الأمراض المستعصية التي تُعجِل بقتل الملايين، هو في الأساس تشجيع لأن يمارس الإنسان الإمكانيات والقدرات التي أودعها الله فيه عند الخلق وذلك طالما أن هذه الإنجازات هي لخير البشرية. فمثلاً قد أحدث التقدم العلمي في أبحاث وتكنولوجيا الطب والعلاج اختراقاً هائلاً، خلال السنوات الأخيرة، في مواجهة أمراض القلب، ولم يعد الفزع والهلع يصيب أحداً إذا اكتشف أنه مريضًا بالقلب أو أن بعض شرايينه قد سُدت، فما أسهل مواجهة كل ذلك الآن وعلاجه. إنها تكنولوجيا الحياة التي تعطي أمل الشفاء للملايين من البشر، لا يمكن إلا أن تكون امتدادًا لمسئولية الإنسان تجاه أخيه الإنسان والعالم الطبيعي. واستمرارية الإنسان بأبحاثه لإيجاد حلول لمشاكل مستعصية، سواء كانت في الطب أو في أي مجال آخر يثبت بالبرهان القاطع أن الإنسان هو بالنسبة للخليقة المادية كاهن وملك .
يمكننا أن نعطي ثلاثة أمثلة للطريقة التي بها يحقق الإنسان دوره الكهنوتي بمفهومة العام ودورة الإبداعي وذلك كما يقول الاب كليستوس وير- كاستمرار للعمل الذي بدأه آدم بإعطاء أسماء الحيوانات داخل الفردوس :
1 ـ الإفخارستيا : " نقرب لك قرابينك من الذى لك . على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال " .
إذن الكل يأتي من الله، ولا نستطيع أن نقدم إليه أي شئ ماعدا هذا الذي أخذناه سابقاً كعطية من يديه. وفي الإفخارستيا نقدم عطايا الله لنا، ولكن لا نقدمها له بنفس الشكل الذي أخذناه منه من البداية. لا نقدم قمحًا ولكن خبزًا. لا نقدم عنبًا ولكن نبيذًا. أي نقدم ليس مجرد الثمار الأولى للأرض بالشكل الذي أُعطى إلينا من الله، لكن الثمار الأولى للأرض بعدما تشكلت بأيدي الإنسان. نقدم إلى الله عطيته، ونقدم له أيضاً شيئًا من مساهماتنا: أي نقدم أمامه ثمار الأرض تحمل في داخلها عمل الإنسان الملوكي على الخليقة، والله نفسه يُغير هذه التقدمة إلى جسده ودمه .
2 ـ الأيقونات
إن رسم الأيقونات هو مثال جدير بالملاحظة للطريقة التي بها يعمل الإنسان كمبدع بحسب صورة الله الخالق. الرسام يأخذ ألوان وقطعة من الخشب، بالطبع إن مجد الله هو حاضر فيهما، كما هو حاضر في كل المخلوقات. وبخطوطه وألوانه يجعل المجد الإلهي ظاهر بشكل جديد وبطريقة إعجازية وإعلانية لم تكن من قبل. إن رسم الأيقونة هو عمل إبداعي شخصي وليس عشوائي، والرسام لو عمل بروح الأرثوذكسي الأصيل، لا يُبدع فقط لكن يؤرخ Istore…، والهدف الذي يُعبّر عنه في أيقونته ليس هو إبداعًا ذاتيًا، لكن شئ يكتشفه ـ أو بالأحرى شئ يُكشف له ـ هذه الحقيقة تفسر التقاليد المختلفة للأيقونات المرسومة باليد. يقوم الرسام بعمله الإبداعي الفني بتغيير وتجلي الخليقة المادية. فمثلاً، كما يقول الأسقف كاليستوس وير، تابلوه لفان جوخ يظهر فيه حقل بثمار الذرة والطيور، والذي قام برسمه قبل موته بقليل، هو مثالاً حقيقيًا للتجلي الإلهي، حيث نشاهد الطبيعة وقد سرى فيها الروح وتأتي إلى " حرية مجد أولاد الله ".
3.البحث العلمي
إن عالِم الفيزياء، مثلاً، الذي يراقب أو يكتشف بنية المادة والمعادلات لم تكن مكتشفة من قبل، وكذلك الفني الذي يطبق هذه الاكتشافات لأهداف عملية تُفيد البشرية هما يعملان عملاً يعكس إمكانيات الخلق على صورة الله ومثاله. فاختراع الحاسبات الإلكترونية لفائدة البشر هو تأكيد لحقيقة خلق الإنسان على صورة الله. فالحاسب الإلكتروني يحرر الإنسان من مشقة فكرية، وإن كان هناك سلبيات للاستخدام الدائم، لكن كل كشف جديد يحمل خطراً وذلك إذا استُخدم بطريقة خاطئة. أيضاً على سبيل المثال نجاح العالِم في مجال الذرة له إمكانيات غير محدودة لخير البشرية ولكن في نفس الوقت، استُخدم في تدمير العالم الطبيعي والإبادة الجماعية للبشر.
إن العالم مخلوق بطريقة تجعله في حاجة إلى من يضفي معنى على المخلوقات. فالعالم من نفسه لا يستطيع أن يكون كاملاً ولكنه في حالة تجعله يحتاج للتكميل. الأشياء التي لا يوجد سبب منطقي لوجودها ليس لها معنى. ولكن عندما يكتشف المرء أن لها هدف بعِلةٍ منطقية، عندئذ يصير لها معنى. لذلك إن تشجيع " البيئة العلمية " لتحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية في كافة المجالات من استكشاف أسرار الكون إلى اختراق الأمراض المستعصية التي تُعجِل بقتل الملايين، هو في الأساس تشجيع لأن يمارس الإنسان الإمكانيات والقدرات التي أودعها الله فيه عند الخلق وذلك طالما أن هذه الإنجازات هي لخير البشرية. فمثلاً قد أحدث التقدم العلمي في أبحاث وتكنولوجيا الطب والعلاج اختراقاً هائلاً، خلال السنوات الأخيرة، في مواجهة أمراض القلب، ولم يعد الفزع والهلع يصيب أحداً إذا اكتشف أنه مريضًا بالقلب أو أن بعض شرايينه قد سُدت، فما أسهل مواجهة كل ذلك الآن وعلاجه. إنها تكنولوجيا الحياة التي تعطي أمل الشفاء للملايين من البشر، لا يمكن إلا أن تكون امتدادًا لمسئولية الإنسان تجاه أخيه الإنسان والعالم الطبيعي. واستمرارية الإنسان بأبحاثه لإيجاد حلول لمشاكل مستعصية، سواء كانت في الطب أو في أي مجال آخر يثبت بالبرهان القاطع أن الإنسان هو بالنسبة للخليقة المادية كاهن وملك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق