الاثنين، 28 مارس 2011



إقامة الحد وقطع الاذن - التيار السلفى فى مأزق د جورج عوض ابراهيم فى الوقت الذى صرح فية الدكتور عصام العريان، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ، قائلا: «سنجلس مع شباب الأقباط قريبًا وهناك فكرة لعقد لقاء مؤسسي بين «الإخوان» و«الكنيسة» مازالت تدرس؛ لأنه جاء وقت العمل، وهذه اللقاءات ليشرح كل فريق وجهة نظره وما لديه من مخاوف»، قام بعض السلفيون بإقامة الحد على الاستاذ ايمن انور ديمترى وحرق سيارتة وشقتة بحجة انة يقيم علاقة آثمة مع فتاتين يسكنان فى مسكن تابع لة . وايا كانت الاسباب فهذا الفعل مرفوض تماما .فقد أكد فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن ماحدث في قنا من ادعاء لإقامة الحدود الشرعية، والذي قام به بعض المسلمين بقطع أذن أحد الأقباط وقالوا إنهم "يطبقون الشريعة بإقامة الحد"، يمثل تشويها فجا ومخالفة صريحة لقضية الحدود وليس ذلك فحسب،‏ بل لسماحة الإسلام ذاته، بينما قال الدكتور "علي جمعة" -مفتي الديار المصرية- إن ما تعرض له المواطن "أيمن أنور متري"، بقطع أذنه وحرق سيارته وشقته جريمة، مضيفًا في تصريحات لـ"الأقباط متحدون" إن الاعتداء على الأشخاص بهذه الصورة جريمة بكل المقاييس، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، ضد الجناة حال ثبوت الجريمة، والإسلام منها براء.ودعا مفتي الديار المصرية الجميع؛ لتقديم أي مخالف من أي نوع للقضاء، لأنه وحده المسئول عن إصدار وتنفيذ الأحكام، ولا يملك أي شخص إصدار وتنفيذ أحكام قضائية. إن مشكلة التيار السلفى المتشدد هى محاولاتهم المستميتة للحفاظ على تقليد "الأصول" بدون تجديد وبدون تطبيق معاصر. فالإيمان بحسب الحرف والتطبيق الأعمى لأوامر الميراث السلفي ومعارضة كل ما هو حديث، يعد نواة هذا التيار. فالسلفى يمارس حياته اليومية وفقًا لنظرة تاريخية قديمة مرتبطة بالماضي، إلا أنه يستخدم بعض وسائل الحداثة، مثل الوسائل الحديثة في النقل والعلاج والبناء، وعندما تتحدث معه – كما يقول المفكر الكويتى فاخر سلطان- عن الأسس الحديثة لنظريات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والنفسية فإنه يرفضها بشدة، لأنها تتعارض مع فهمه للحياة من خلال موروث سلفي ، طبعا لا يصلح للإنسان المخلوق بحسب صورة الله ومثاله، تاج الخليقة. وعندما يدعو السلفى المتشدد إلى التسامح ـ لتمرير خطابه المتزمت ـ فإنه يقصد  - كما يقول المفكر الكبير فاخر سلطان - التسامح من زاوية أصولية تاريخية ضيقة لا تمت بصلة بموضوع التسامح في إطاره الإنساني الذي يحتضن الإنسان أيًا كان مذهبه أو هويته. والدليل على ذلك هو أنه يتهرب من إعلان موقفه من قضايا الحريات العامة في المجتمع: مثل حرية العقيدة للجماعات المختلفة عنه، وحرية الرأي والتعبير بشكل عام، وقضايا الإرتداد الديني، والمساواة، والمرأة، والإلحاد، وغيرها من القضايا. إن الذي يُحركه هو خطابه الديني المتزمت والسلفي وليس الخطاب المتجدد الذي يضع كرامة الإنسان المخلوق الإلهي في المرتبة الأولى. هذا التيار يغلب عليه التشدد وعدم ترجيح العقل المعاصر في أحكامه. ويعطي لنفسه دور الوكيل لسلطة مقدسة ستهيمن على الأرض، وبالتالي ترى أفكارها كاملة وغير قابلة للنقاش. إن استخدام العنف باسم النزعة المحافظة في خدمة كل ما هو مقدس هو ما يلخص هذا التيار السلفى. فاستخدام السلاح وسفك الدماء، والقتل الجماعي، وبتر الأعضاء كعقاب، وطرد وعزل الأقليات، والتمييزات القبلية، والتطهير العرقي والإرهاب، كل هذا يندرج في بنود الأجندة اليومية للأصوليين في كل العالم وفي كل عصر. إن "قبول الآخر" هو أساس قواعد التمدن والحضارة، كما أن دعوة المسيح للمحبة والتسامح الثقافي تجاه من يختلفون ديناً وثقافة وسلوكاً هي الاحتياج الملح على مستوى الوطن الواحد وعلى المستوى الدولي. والمفارقة العجيبة والمدهشة أن المسيح رفض موقف العنف الذى قام به تلميذة بطرس أثناء القبض علية وأعاد أذن عبد قائد المئة التى قطعها بطرس ، وقال قوله الشهير : " رد سيفك الى مكانة لان كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون" مت 52:26 إن "ثقافة المحبة والتسامح" التي نادى بها المسيح لا تتجاوز فقط الحدود القومية والدينية والنوع والجنس ذكراً أم أنثى أو اللون أو البنية الجسمية سليم أم معاق بل تتطلب محبة الأعداء، هذه المحبة قد صاغها المسيح بقوة خاصة في الموعظة على الجبل : " سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم .. باركوا لاعنيكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم .. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم .. لكى تكونوا أبناء الذي في السموات فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك. وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأي فضل تصنعون. أليس العشارون أيضاً يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت43:5ـ48).المسيح هنا يطلب شيئًا يفوق ما فعله السامري الصالح، لأن هذا الإنسان الجريح لم يكن عدوًا شخصيًا للسامرى. فهنا يطلب المحبة نحو العدو! محبة العدو الشخصي والقومي والعدو الديني، والمحبة نحو العدو الذي يكرهنا ويطردنا। لقد أراد المسيح أن يحذرنا من خطوة تقسيم الناس إلى أصدقاء وأعداء بل نحب الكل دون استثناء مثلما يشرق هو على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. إنها أخلاق "الكمال". فلابد أن نسعى للكمال كما أن أبانا السماوي هو كامل. إذن فالمعيار هو الله نفسه في محبته للكل. إن الوصية الجديدة للمحبة تتطلب ليس فقط وجود إنسان جديد بل وخلق مجتمع جديد، فأخلاق المحبة وثقافة "قبول الآخر" و "ثقافة التسامح" التي علمها المسيح لها نتائج اجتماعية شاملة تطلب من الإنسان أن يغير الروابط الاجتماعية ويؤسس عالمًا يسوده العدل، عالمًا أكثر إنسانية. ومن جهة أخرى، فإن المحبة لا يمكن أن تتصالح مع عادات وروابط وبرامج اجتماعية تعتبر الإنسان مجرد شئ أو أداة لكي ترضى بها أهدافها أو أيديولوجيتها أو محبة المجد الباطل، علينا ان نقاوم ونرفض اى فكر انهزامى يراودنا مثلما انتاب بعضنا عقب هذة الحادثة ، لقد قاوم المسيح بشدة الظلم " تباعدوا عنى يا جميع فاعلي الظلم" (لو27:13)، وطالب بعالم جديد خالي من أناس مقهورين. لذلك لم يُسلم المسيح تلاميذه بنودًا تعليمية ولكنه طلب منهم أن يكرزوا بملكوت الله وهذا له أهمية خاصة، أن يخلصوا الناس من جميع أشكال الضعف والمرض والقهر : " وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين أنه قد اقترب ملكوت السموات اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى. اخرجوا شياطين. مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا" (مت7:10ـ8). نعم نقول ان التيار السلفى فى مأزق ففى كل تصرف يقوم به يتحقق للاغلبية ان هذا التيار لا يمكن بأى حال ان يقود مصر مستقبلا . فمن غير المعقول والعالم يجيز نقل الاعضاء البشرية لانقاذ حياة المرضى والانتصار على الامراض المستعصية نقوم نحن ببتر الاعضاء بحجة اقامة الحدود.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام ورحمة الله
    تحية طيبة لكل أصدقائنا المسيحيين
    المرجو عدم الإساءة الى الإسلام باسم توجهات وتيارات مختلفة، فالغسلام يضم تيارات مختلفة كما هو الشأن بالنسبة للمسيحية.
    الغسلام في صفاءه وعمقه بعيدا عن التسيس والتعضب دين بسيط وروحاني وسلوكي واجتماعي يميل الى الإستقرار والتعاون.
    انا أختلف مع التيار السلفي كثيرا ولكن لا يعني ذلك ان اتحدث عن الإسلام من خلال توجه ما.
    فالقبطية مثلا في مصر تعادي الإسلام كثيرا وسجل على أتباعها التعامل ضد مصر والمصريين.ولكن لا يعني ذلك ابدا ان المسحية كذلك.
    أيها الأقباط أيها السلفيون أبعدو التشنجات الواهية واتركونا نعيش بسلام.

    ردحذف
    الردود
    1. تعليق على "القبطيه التى تعادى الاسلام فى مصر""هم الاقباط نفسهم اللى فجروا فى كنايسهم او هم نفسهم اللى قتلوا فى ماسبيروا هما نفسهم اللى بختطفوا بناتهم واولادهم ويجبروهم على الاسلام ولا هما اللى مضطهدين منذ دخول العرب الى مصر وغير القتل والكبت الدينى والاضطهادات من قبل المسلمين , ولو اتيت لك بالانتهاكات والاضطهادات من المسلمين على الاقباط فى مصر لا يكفينى مجلدات ولكنى انصحك بأن تقرا التاريخ يا اخى وهو الذى سيعلمك , واتحداك لو جبتلى الانتهاكات او اى حوادث عنف من قبل الاقباط ضد المسلمين" يا اخى هل فى كل الافعال من قبل المسلمين نجد اى عنف من فبل الاقباط ؟ بكل ثقه اقول لك لا تجد اى عنف من قبل الاقباط فى مصر. فنحن الاقباط لانعادى بل نحب , كما اوصانا المسيح قائلا " احبوا اعداؤكم".

      حذف