سر المسيح القائم
الاب بوريس بوبرينسكوى – ترجمة د . جورج عوض
إن جوهر المسيحية وكل رسالتها تتلخص فى الصرخة الانتصارية للكنيسة ليلة الفصح المقدس : المسيح قام... بالحقيقة قام . بالضبط أعلن يسوع الناصرى ذاته ، فى نور الفصح ، وقدم نفسه للعالم . إن المسيحيين يشهدون بالحرى بموت المسيح وقيامته ، كذلك بالضبط خبرة حضورة فى العبادة والاسرار أثناء إشتراكه معهم وفى منح إحتياجاتهم .
كل التعليم اللاهوتى ، كنز التقليد المقدس الممتد لنحو ألفين عام ، ليس هو شىء إلا القناعة الدائمة ل " الحاجة إلى واحد " ( لو42:10 ) . هذا يسرى على كل مناحى حياة الكنيسة ، سواء ما يخص التعليم اللاهوتى للآباء والمجامع ، او التفسير الكتابى والتعليم الليتورجى والتسبيح المسيحى أو الخبرة الروحية للقديسيين التى هى خبرة رجال الله فى مجملها . سر المسيح هو دائماً وفى كل مكان أساس الواقع المسيحى ، حيث كل رمز للايمان هو مملوء بغنى تقليد الكنيسة .
كل شيىء داخل الكنيسة يشير إلى المسيح وله أهمية : اللغة اللاهوتية ، الأيقونات وأشكال العبادة المختلفة تنظم كل التعليم الخريستولوجى . لأن كلمة الله أخذ ملء الطبيعة البشرية لكى يجددها بذاته ، واللغة البشرية أمكنها منذ ذلك الوقت ان تعبر عن الله وما يخصه . الأشخاص الذين تجددوا بقوة الروح القدس يمكنهم الآن ان يتحدثوا إلى الآب وبالتالى يستطيعون ان يتحدثوا إلى المسيح بواسطة روح الحق والحياة .
يوجد السر الفصحى بفرادته فى قلب سر المسيح وعمله التاريخى للخلاص . هذا هو السر الفريد لذبيحة محبة الثالوث القدوس الذى يعلن ذاتة فى ألم ومجد المسيح ، فى تواضع إبن الله ورفعته ، فى العبور الفصحى من الموت إلى الحياة . الغريب والمدهش هو التباين الحاد لجانبى حياة يسوع – الجانب المتواضع والجانب الممجد ، الموت والحياة – تجدون الحل فى الصليب الظافر ، والقبر المحىّ ، ونزول المسيح الانتصارى إلى الجحيم ، وجروح القائم .
علاوة على اللغة الليتورجية واللاهوتية ، الحياة المسيحية هى ذاتها تتميز بشكل لا يوصف بالأتحاد الأساسى بين الصليب وقيامة المسيح ، وبالأعمال المقدسة للمعمودية وكل الحياة السرائرية التى تُعبر بشكل واضح فى الشركة الافخارستية . الرسالة الفصحية تضمنا لسر فصح الرب ، لموته وقيامته وصعودة وجلوسة عن يمين الآب ، هذة االرسالة تغذينا وتحفظنا فى شركة عميقة مع المسيح مانحة ايانا مواهب الروح القدس الدائمة . بهذة الطريقة الابن والروح القدس يقودونا إلى حركة الشركة ( التأله ) ، إلى المأدبة السماوية التى بالفعل دُشنت لأجلنا بواسطة شركتنا فى المسيح، تعطينا الحياة جسد المسيح ودمه . فى النهاية، سر الموت – الذى هو سر البصخة النهائية يدخلنا مرةً وإلى الأبد فى شركة مع الرب القائم عندما يأخذ جسدنا المائت لباس النور وعدم الفساد . إنتظار هذا العبور بشوق ،يعطى معنى لكل حياتنا كذلك إتباع الباب الضيق الذى يقود إلى ملكوت السموات ، هناك حيث تمجيد القائم يتردد أصداءة إلى الأبد .
الاب بوريس بوبرينسكوى هو استاذ وعميد شرفى لمعهد سرجيوس – باريس ، المقالة منشورة على
موقع الكنيسة الارثوذكسية بأمريكا فى مايو 2008OCA
الاب بوريس بوبرينسكوى – ترجمة د . جورج عوض
إن جوهر المسيحية وكل رسالتها تتلخص فى الصرخة الانتصارية للكنيسة ليلة الفصح المقدس : المسيح قام... بالحقيقة قام . بالضبط أعلن يسوع الناصرى ذاته ، فى نور الفصح ، وقدم نفسه للعالم . إن المسيحيين يشهدون بالحرى بموت المسيح وقيامته ، كذلك بالضبط خبرة حضورة فى العبادة والاسرار أثناء إشتراكه معهم وفى منح إحتياجاتهم .
كل التعليم اللاهوتى ، كنز التقليد المقدس الممتد لنحو ألفين عام ، ليس هو شىء إلا القناعة الدائمة ل " الحاجة إلى واحد " ( لو42:10 ) . هذا يسرى على كل مناحى حياة الكنيسة ، سواء ما يخص التعليم اللاهوتى للآباء والمجامع ، او التفسير الكتابى والتعليم الليتورجى والتسبيح المسيحى أو الخبرة الروحية للقديسيين التى هى خبرة رجال الله فى مجملها . سر المسيح هو دائماً وفى كل مكان أساس الواقع المسيحى ، حيث كل رمز للايمان هو مملوء بغنى تقليد الكنيسة .
كل شيىء داخل الكنيسة يشير إلى المسيح وله أهمية : اللغة اللاهوتية ، الأيقونات وأشكال العبادة المختلفة تنظم كل التعليم الخريستولوجى . لأن كلمة الله أخذ ملء الطبيعة البشرية لكى يجددها بذاته ، واللغة البشرية أمكنها منذ ذلك الوقت ان تعبر عن الله وما يخصه . الأشخاص الذين تجددوا بقوة الروح القدس يمكنهم الآن ان يتحدثوا إلى الآب وبالتالى يستطيعون ان يتحدثوا إلى المسيح بواسطة روح الحق والحياة .
يوجد السر الفصحى بفرادته فى قلب سر المسيح وعمله التاريخى للخلاص . هذا هو السر الفريد لذبيحة محبة الثالوث القدوس الذى يعلن ذاتة فى ألم ومجد المسيح ، فى تواضع إبن الله ورفعته ، فى العبور الفصحى من الموت إلى الحياة . الغريب والمدهش هو التباين الحاد لجانبى حياة يسوع – الجانب المتواضع والجانب الممجد ، الموت والحياة – تجدون الحل فى الصليب الظافر ، والقبر المحىّ ، ونزول المسيح الانتصارى إلى الجحيم ، وجروح القائم .
علاوة على اللغة الليتورجية واللاهوتية ، الحياة المسيحية هى ذاتها تتميز بشكل لا يوصف بالأتحاد الأساسى بين الصليب وقيامة المسيح ، وبالأعمال المقدسة للمعمودية وكل الحياة السرائرية التى تُعبر بشكل واضح فى الشركة الافخارستية . الرسالة الفصحية تضمنا لسر فصح الرب ، لموته وقيامته وصعودة وجلوسة عن يمين الآب ، هذة االرسالة تغذينا وتحفظنا فى شركة عميقة مع المسيح مانحة ايانا مواهب الروح القدس الدائمة . بهذة الطريقة الابن والروح القدس يقودونا إلى حركة الشركة ( التأله ) ، إلى المأدبة السماوية التى بالفعل دُشنت لأجلنا بواسطة شركتنا فى المسيح، تعطينا الحياة جسد المسيح ودمه . فى النهاية، سر الموت – الذى هو سر البصخة النهائية يدخلنا مرةً وإلى الأبد فى شركة مع الرب القائم عندما يأخذ جسدنا المائت لباس النور وعدم الفساد . إنتظار هذا العبور بشوق ،يعطى معنى لكل حياتنا كذلك إتباع الباب الضيق الذى يقود إلى ملكوت السموات ، هناك حيث تمجيد القائم يتردد أصداءة إلى الأبد .
الاب بوريس بوبرينسكوى هو استاذ وعميد شرفى لمعهد سرجيوس – باريس ، المقالة منشورة على
موقع الكنيسة الارثوذكسية بأمريكا فى مايو 2008OCA