السبت، 7 مايو 2011






6ـ ما هي حالة المصالحة مع الله؟



الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
حالة المصالحة مع الله, التي تجعل المؤمن مُحِب لله, ما هي من المنظور الأرثوذكسي؟ أنظروا إلي صلوات الكنيسة। المعمودية تتطابق مع التطهير। الإستقسمات ( صلوات كنسية لاخراج الارواح الشريرة من المقبل على العماد) تسبق المعمودية التي هي تحرر الإنسان من تأثير وهيمنة الأرواح الشريرة عليه। أثناء المعمودية بالتغطيس الثلاثي والصعود من المياه يُعطي الغفران من الخطايا وتُدمَّر أفعال الشيطان في الإنسان। بعد سر المعمودية, سر الميرون الذي هو حالة إستنارة الإنسان بواسطة نعمة الله, أي بواسطة فعل الروح القدس।
عند
المسيحيين الأولين المستنيرين حديثًا أي المقدمين علي المعمودية يعتمدون في السبت العظيم ويأخذوا نعمة المعمودية المقدسة وبالميرون المقدس تكتمل إستنارتهم الأولي, أي بعد خمسون يومًا من معموديتهم.
لكن ماذا تكون إستنارة الإنسان الكاملة؟
هي زيارة الروح القدس للعقل (الذهن), أي لقلب الإنسان. أي, كما صارت إستنارة الرسل الكاملة يوم الخمسين بعد نزول الروح القدس, نفس الأمر تريد الكنيسة أن تكرر في لحظة ما المسيرة الروحية لكل مؤمن عضو لها. بمعني كل مسيرة وعظ المستنيرين حديثًا (المقبلين علي العماد) في الكنيسة الأولي كانت تكتمل بيوم خمسينهم الشخصي, أي بإستدعاء الروح القدس الذي يأتي ويسكن في قلب الإنسان. ويُصلي من أجله. بالطبع هذه الإستنارة الكاملة لا تحدث للكل في فترة زمنية سريعة, لأن الكل ليس لديهم نفس الشروط (الإستلزامات ـ الأساسيات).
بالتأكيد الرسل في يوم الخمسين لم يحصلوا فقط علي الإستنارة الكاملة, بل وصلوا أيضًا إلي نعمة التأله। وعندئذٍ, طالما أن يوم الخمسين هو نموذج أصلي لكمال الإنسان الروحي, إذن التعيين المسبق لكل مسيحي هو أن يصل إلي التأله। أن يري الله, خالقة, أي المسيح, في مجدٍ। هذا يحدث لجميع القديسين। لأجل هذا، من عيد الخمسين نذهب مباشرةً إلي عيد جميع القديسين الذي فيه نحتفل بتذكار كل قديسي الكنيسة المؤلهين, الذين دُعينا أن نتمثل بهم। وهذا هو العمود الفقري لبنية الكنيسة الوعظية।




سوف يحدثنا الاب رومانيدس المرة القادمة عن : مفهوم العقيدة وسقوط آدم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق