الجمعة، 6 مايو 2011






5ـ الهدف الإجتماعي للارثوذكسى



الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
الإنسان يحيا في المجتمع وينبغي عليه أن يعمل كوحدة إجتماعية معافية। عندما يُتمّم الشفاء الذي تكلمنا عنه سابقًا, الشفاء للفعل الذهني لنفس الإنسان, هذا الشفاء في حد ذاته, يُنشيء أوتوماتيكيًا إنسان إجتماعي, أي إنسان سوّى جاهز لأن يعمل إجتماعيًا في كل القطاعات। وذاك الذي هو قد شُفَّي أوتوماتيكيًا, يُرسَّم طبيب للجميع, للذين لم ينالوا الشفاء بعد। لأن العلم الطبي الذي يُدعَّي الأرثوذكسية يختلف عن العلوم الأخري في أن ذاك الذي شُفَّي يصير أوتوماتيكيًا طبيباً معالجًا। تطبق التربية الشفائية ذاتها في نفسه, وتصير الوسيلة لشفاء الآخرين। لأجل هذا لا يُفهم أن الإنسان الذي قد نال الشفاء, ليس لديه أولاد روحيين, أي آخرين في إعتماد روحي عليه يقودهم إلي الشفاء।
في الكنيسة الأولي كأن لا يوجد رسميًا مُعاِلج محدد, لأن كل مسيحي كان طبيب مُعاِلج। هذه هي إرسالية الكنيسة الأولي। إرسالية الكنيسة الأولي لم تكن مثلما هي إرسالية الكنيسة الأرثوذكسية الآن, التي تكتفى بالإعلان عن عقائدنا الجميلة أو تقليدنا التعبدي, كما لو هي شيء للبيع... نقول علي سبيل المثال أنظروا, أيها الأولاد, نحن لدينا العقائد الجميلة جدًا, العبادة الحسنة جدًا, الأبصلمودية الرائعة جدًا, الملابس الجميلة جدًا ـ كم هو جميل رداء الأسقف!... الخ ونحاول أن ندهشهم بعصايانا وبردائنا وأغطيتنا المغشاه بالذهب لكي نقوم بإرسالية। بالطبع مثل هذه الإرسالية لها معني, لكن ليست هي الإرسالية الحقيقية مثل تلك التي كانت للكنيسة الأولي।
تتآلف الإرسالية اليوم من الآتي: نُعمِد أُناس هم مؤمنون بخرافات ونجعلهم مسيحيين أرثوذكس بدون أن نحاول أن نشفيهم هكذا نستبدل معتقداتهم السابقة بعقيدة جديدة। نستبدل في داخلهم عقيدة خرافية بأخري। وهذا لأن الأرثوذكسية, عندما تُقدَّم هكذا, في ماذا تختلف عن الخرافة؟ لأنه, عندما تُقدَّم الأرثوذكسية كمثل مسيحية لا تشفي, بالرغم من أن عملها الأساسي هو الشفاء, عندئذٍ ماذا تختلف عن الخرافة؟
يوجد مسيحيون في الغرب, لديهم أيضًا تلك العقائد, التي تقبل مجامع معينة, أي الهراطقة, في عقائدهم لا يوجد ظاهريًا إختلاف عظيم في علاقتها بالعقائد الأرثوذكسية. بالتالى, طالما العقائد الأرثوذكسية ليست لديها إختلافات جوهرية مع العقائد المسيحية الآخري, وطالما التعاليم العقيدية الأرثوذكسية, كما تُعلَّم اليوم هي ليست لها علاقة مع التربية الأرثوذكسية الشفائية, في ماذا يختلف التقليد الأرثوذكسي عن تقليد غير الأرثوذكس من هذا المنطلق؟ ولماذا يؤمن شخص غير أرثوذكس في الأرثوذكسية وليس في عقيدة مسيحية آخري, طالما أيضًا الأثنين بالطريقة التي تُقدَّم له, لا تُقدَّم بكونهما طرق للشفاء, لكن مثل خرافات؟
اليوم نتحدث عن تغيير طريقة تفكير الإنسان, عن تغيير العقيدة, عن تغيير رؤية الحياة, وهكذا نعتبرها توبة , التوبة تتطابق فقط مع القبول النظرى للمسيح। بمعني نقبل المسيح ولأننا قبلناه, نذهب أيضًا إلي الكنيسة, ونُشعل شمعة ونصير أولاد طيبين, نذهب لو كنتم أطفال إلي مدارس الأحد, وإن كنا كِبار, إلي حضور الشعائر الدينية ـ ويُفترَّض ـ أننا نحيا في توبة, أي نحن تائبون. وإن فعلنا شيء سيء في حياتنا نُظهِر ندم ونطلب غفرانًا, وهذا الذي نعمله, نُسميه توبة. لكن هذا ليس هو توبة. هذا هو مجرد ندم. الندم هو بداية التوبة. نفس الإنسان لا تتطهر بمجرد الندم, لكي تتطهر نفس الإنسان من الشهوات يسبقها خوف الله والتوبة, التي تستمر أثناء مرحلة التطهير وتكتمل بالإستنارة الإلهية, أي إستنارة عقل الإنسان بواسطة نعمة الروح القدس.

إذن طالما أن الأرثوذكس لا ينشغلوا بهذه التربية الشفائية, في ماذا يختلف عن الأرثوذكس؟ في العقيدة؟ وماذا يصنعوا بالعقيدة الأرثوذكسية, عندما لا يستخدمونها لشفاء نفوسهم؟ العقيدة هكذا لا تفيدهم في شيء.
سوف يحدثنا الاب رومانيدس المرة القادمة عن : ما هى حالة المصالحة مع الله؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق