13ـ المنهج العلمي للتعليم اللاهوتي ومَنْ هو الملهم بالله؟ ὁ θεόπνευστος
الاب رومانيدس - ترجمة د جورج عوض
الآن, كما يهتم التلميذ بعلم النجوم, فيقرأ كُتبه عن النجوم وبعد ذلك يلاحظ النجوم في السماء, وبعد ذلك, عندما يكبر ويرغب في دراسة أفضل ويعرف النجوم عن قرب, يذهب إلي الجامعة, ووقتذاك يدرسها بواسطة التليسكوب, ويري كل ما لم يرأه بالعين المجردة, هكذا يحدث في الحياة الروحية. المسيحي, الذي يريد أن يري مجد الله, ينبغي أن يمر في مراحل إختبارية محددة ومعايشات روحية محددة. هذه المراحل, كما قلنا, تتميز إلي التطهير والإستنارة والشركة(التأله). تأتى حالة الإستنارة الكاملة, عندما يكتسب الإنسان الصلاة الذهنية غير المنقطعة, التي تعمل في قلبه, ويصير بمعني الكلمة هيكل للروح القدس.
لكل في العلم, علي أي حال في العلم الوضعي, لا يوجد أي حالة مناظرة للإستنارة, أي مثل خبرة واضحة ومجددة وخاصة . فقط الحالة المناظرة للتأله توجد في العلوم الوضعية, مع الفارق طبعًا. بمعني, مثلما المتأله الذي يوجد في حالة الشركة يري مجد الله, هكذا أيضًا العالم يري الموضوع الذي يرغب في البحث عنه بواسطة أدواته العلمية المناسبة (علي سبيل المثال: التلسكوب, والميكروسكوب,...الخ). أي, للتو عندما يضع يديه علي عِلم طبيعي, يصل مباشرة إلي رؤية موضوع معرفته ويأتي في إتصال مباشر معه.
العُلماء يُلهموا بواسطة ما يلاحظونه. عالم البيولوجيا يُلهم بواسطة الحيوانات والنباتات التي يلاحظها, عِالم الميكروبيولوجي من الميكروبات التي يراها في الميكروسكوب...الخ. هكذا عِالم الميكروبيولوجي هو مُلهَم من الميكروبات, وعِالم النجوم مُلهم من النجوم...الخ. أي كل واحد يستمد إلهامه من موضوع دراسته.
بالتالي, اللاهوتي ـ ليس ذاك الذي أخذ شهادة من كلية اللاهوت بل ذاك الذي إستحق أن يري الله ـ ماذا ينبغي أن يكون ؟ بالتأكيد مُلهم بروح الله θεόπνευστος. ومَنْ هو المُلهَّم بالله؟ هو ذاك الذي رأي الله.
ذاك الذي وصل إلي الإستنارة, لماذا يُدعَّي مستنير؟ لأن لديه الروح القدس في داخله, الذي يعلمه. كيف يعلمه؟ بالصلاة الذهنية. أي يصلي الروح القدس في قلبه وهكذا يعلمه, ويخبره كل ما يحتاج أن يفعله أو يقوله. مثل هذا الإنسان يُخبَّر كل لحظة, ما هي إرادة الله لأي شيء. إذن معلمه الروح القدس ذاته. أي في اللاهوت, الله ذاته هو موضوع محاولة الإنسان المعرفية, لكن أيضا الله هومعلم الإنسان الذي يقوده تجاه هذه المعرفة, أي معرفة الله التي هي لا شيء إلا مشاهدة النور غير المخلوق.
أيضًا في العلوم الطبيعية لكي يصل طالب هناك حيث سيصل, هل سوف لا يجب أن يُعلَّم من أحد عِلمه؟ هل فقط بواسطة الكتب سوف يستمد عِلمه أم من العلماء الأحياء والحقيقيين؟ بالتأكيد سوف يجب أن يتعلم من العلماء الحقيقيين. سوف يجب أن يدخل الجامعة ويلتصق بأستاذ يعرف موضوع المعرفة الذي يهتم الطالب بها, كما أيضًا يحصل علي قناعة بأن حقًا أستاذه يعرف أمور كافية عن هذا الموضوع الذي يريد أن يتعلمه. بالتأكيد الطالب يعرف أن أستاذه لا يعرف كل شيء هذا الذي تعلمه من أستاذه, الذي لو هو أستاذ فاضل, سيجيب أن يعلن لطالبه بوضوح ماذا يعرف وماذا لا يعرف. هكذا الطالب يتعلم من أستاذه ما الذي هو غير معروف أيضًا, يتعلم المنهج أو طُرق إكتساب المعرفة, أي أسلوب البحث, كذلك أيضًا يميز بين المعارف المعروفة وغير المعروفة ومن جهة أيضًا المعروفة المفيدة وغير المفيدة, وكيف يوسع موضوع دراسته ومعرفته بالبحث. إذن عندما يكون أستاذه صريح ويخبره بما يعرفه وبما لا يعرفه ويعلمه أسلوب البحث, عندئذٍ يستطيع الطالب أن ينمو تدريجيًا وهو ذاته ـ مثل أستاذه ـ في موضوعه العملي.
يري المرء من كل هذا أن الأسلوب الإختباري للتعليم, فيما يخص المواضيع المنهجية, تتجاوب تمامًا مع المنهج الآبائي لمعرفة الله أي معاينة الله. أيضًا الإستنارة هي حالة خبرة, مثل التأله هو أيضًا حالة إختبارية, حيث ليسا لهما علاقة بالميتافيزيقية أي التأمل الفلسفي. الدخول في حالة الإستنارة, فيما يخص المنهج, لا يختلف عن دخول الطلاب في العلوم الطبيعية. لكي يصل المرء إلي حالة الإستنارة, يجب أن يدخل ليلتصق بأب روحي قد وصل بالفعل إلي هذه الحالة والذي سوف يكون قادر علي تعليم منهج معرفة الله ويساعده في تقدمه الروحي.
الاب رومانيدس - ترجمة د جورج عوض
الآن, كما يهتم التلميذ بعلم النجوم, فيقرأ كُتبه عن النجوم وبعد ذلك يلاحظ النجوم في السماء, وبعد ذلك, عندما يكبر ويرغب في دراسة أفضل ويعرف النجوم عن قرب, يذهب إلي الجامعة, ووقتذاك يدرسها بواسطة التليسكوب, ويري كل ما لم يرأه بالعين المجردة, هكذا يحدث في الحياة الروحية. المسيحي, الذي يريد أن يري مجد الله, ينبغي أن يمر في مراحل إختبارية محددة ومعايشات روحية محددة. هذه المراحل, كما قلنا, تتميز إلي التطهير والإستنارة والشركة(التأله). تأتى حالة الإستنارة الكاملة, عندما يكتسب الإنسان الصلاة الذهنية غير المنقطعة, التي تعمل في قلبه, ويصير بمعني الكلمة هيكل للروح القدس.
لكل في العلم, علي أي حال في العلم الوضعي, لا يوجد أي حالة مناظرة للإستنارة, أي مثل خبرة واضحة ومجددة وخاصة . فقط الحالة المناظرة للتأله توجد في العلوم الوضعية, مع الفارق طبعًا. بمعني, مثلما المتأله الذي يوجد في حالة الشركة يري مجد الله, هكذا أيضًا العالم يري الموضوع الذي يرغب في البحث عنه بواسطة أدواته العلمية المناسبة (علي سبيل المثال: التلسكوب, والميكروسكوب,...الخ). أي, للتو عندما يضع يديه علي عِلم طبيعي, يصل مباشرة إلي رؤية موضوع معرفته ويأتي في إتصال مباشر معه.
العُلماء يُلهموا بواسطة ما يلاحظونه. عالم البيولوجيا يُلهم بواسطة الحيوانات والنباتات التي يلاحظها, عِالم الميكروبيولوجي من الميكروبات التي يراها في الميكروسكوب...الخ. هكذا عِالم الميكروبيولوجي هو مُلهَم من الميكروبات, وعِالم النجوم مُلهم من النجوم...الخ. أي كل واحد يستمد إلهامه من موضوع دراسته.
بالتالي, اللاهوتي ـ ليس ذاك الذي أخذ شهادة من كلية اللاهوت بل ذاك الذي إستحق أن يري الله ـ ماذا ينبغي أن يكون ؟ بالتأكيد مُلهم بروح الله θεόπνευστος. ومَنْ هو المُلهَّم بالله؟ هو ذاك الذي رأي الله.
ذاك الذي وصل إلي الإستنارة, لماذا يُدعَّي مستنير؟ لأن لديه الروح القدس في داخله, الذي يعلمه. كيف يعلمه؟ بالصلاة الذهنية. أي يصلي الروح القدس في قلبه وهكذا يعلمه, ويخبره كل ما يحتاج أن يفعله أو يقوله. مثل هذا الإنسان يُخبَّر كل لحظة, ما هي إرادة الله لأي شيء. إذن معلمه الروح القدس ذاته. أي في اللاهوت, الله ذاته هو موضوع محاولة الإنسان المعرفية, لكن أيضا الله هومعلم الإنسان الذي يقوده تجاه هذه المعرفة, أي معرفة الله التي هي لا شيء إلا مشاهدة النور غير المخلوق.
أيضًا في العلوم الطبيعية لكي يصل طالب هناك حيث سيصل, هل سوف لا يجب أن يُعلَّم من أحد عِلمه؟ هل فقط بواسطة الكتب سوف يستمد عِلمه أم من العلماء الأحياء والحقيقيين؟ بالتأكيد سوف يجب أن يتعلم من العلماء الحقيقيين. سوف يجب أن يدخل الجامعة ويلتصق بأستاذ يعرف موضوع المعرفة الذي يهتم الطالب بها, كما أيضًا يحصل علي قناعة بأن حقًا أستاذه يعرف أمور كافية عن هذا الموضوع الذي يريد أن يتعلمه. بالتأكيد الطالب يعرف أن أستاذه لا يعرف كل شيء هذا الذي تعلمه من أستاذه, الذي لو هو أستاذ فاضل, سيجيب أن يعلن لطالبه بوضوح ماذا يعرف وماذا لا يعرف. هكذا الطالب يتعلم من أستاذه ما الذي هو غير معروف أيضًا, يتعلم المنهج أو طُرق إكتساب المعرفة, أي أسلوب البحث, كذلك أيضًا يميز بين المعارف المعروفة وغير المعروفة ومن جهة أيضًا المعروفة المفيدة وغير المفيدة, وكيف يوسع موضوع دراسته ومعرفته بالبحث. إذن عندما يكون أستاذه صريح ويخبره بما يعرفه وبما لا يعرفه ويعلمه أسلوب البحث, عندئذٍ يستطيع الطالب أن ينمو تدريجيًا وهو ذاته ـ مثل أستاذه ـ في موضوعه العملي.
يري المرء من كل هذا أن الأسلوب الإختباري للتعليم, فيما يخص المواضيع المنهجية, تتجاوب تمامًا مع المنهج الآبائي لمعرفة الله أي معاينة الله. أيضًا الإستنارة هي حالة خبرة, مثل التأله هو أيضًا حالة إختبارية, حيث ليسا لهما علاقة بالميتافيزيقية أي التأمل الفلسفي. الدخول في حالة الإستنارة, فيما يخص المنهج, لا يختلف عن دخول الطلاب في العلوم الطبيعية. لكي يصل المرء إلي حالة الإستنارة, يجب أن يدخل ليلتصق بأب روحي قد وصل بالفعل إلي هذه الحالة والذي سوف يكون قادر علي تعليم منهج معرفة الله ويساعده في تقدمه الروحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق