15- نوعين من الإيمان
الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
يوجد نوعين من الإيمان. إيمان عقلي للقبول. هنا الإنسان يقبل شيء منطقي ويؤمن بهذا الذي قبله. لكن هذا ليس هو الإيمان الذي يبرر الإنسان. عندما يقول الكتاب المقدس إن الإنسان بواسطة الإيمان فقط يخلُص (أفسس8:2), لا يقصد مجرد إيمان القبول العقلى . الإيمان الآخر هو إيمان قلبي, إيمان القلب, لأن هذا الإيمان لا يوجد في المنطق, أي في العقل لكن في القلب. هذا الإيمان هو عطية الله, أي لن يناله الإنسان, لو لم يرد الله أن يمنحه له, ويُدعيَّ إيمان مغروس في الداخلἐν διάθετος πίστις. هذا الإيمان ترجاه الأب الذي كان له إبن به روح أخرس- في الإنجيل - من المسيح أن يمنحه إياه, قائلاً: "أومن يا سيد فأعِن عدم إيماني" (مر24:9). هو آمن عقليًا, لكن ليس لديه الإيمان القلبي المغروز في الداخل الذي هو عطية الله.
لكن الإيمان القلبي يأتي من خبرة النعمة. وطالما هو نتاج خبرة النعمة, ماذا يمكن أن يكون إيمان القلب بالنسبة للإرثوذكس؟ إنها الصلاة الذهنية (القلبية). إذن, عندما يكون لدي الإنسان الطلبة الذهنية في قلبه والتي هي صلاة الروح القدس, عندئذٍ أيضًا لديه الإيمان القلبي الداخلي وبواسطة الإيمان من خلال الصلاة يري أمور غير منظورة. لأجل هذا أيضًا, عندما يحدث مثل هذه الأنواع من الروئ, يُقال ثيوريا أي معاينة الله θεωπία. والثيوريا θεωπία تعني رؤية όρασις والرؤية تصير عمومًا بطريقتين: بطلبة الروح القدس في القلب, عندما لا يصل الإنسان بعد إلي الشركة والاتحاد بالله , عندئذٍ يمكن أيضًا أن يري الكل بواسطة الصلاة, أو بالاتحاد, تلك الحالة التي فيها يبطل هذا الإيمان الداخلي وكذلك أيضًا الرجاء وتبقي فقط المحبة تجاه الله كعطية الله. هذا ما يقصده بولس حين يقول: "فحينئذٍ يُبطل ما هو بعض" (1كو10:13). عندما يأتي الكامل, يُبطل الإيمان والرجاء وتبقي المحبة. وهذه المحبة هي حالة الشركة التامة ( التأله ). في هذة الحالة تبطُل المعرفة, وتُبطل النبوة ويتوقف اللسان وتبقي فقط المحبة. بولس الرسول يقول هذه الأمور بكل وضوح وآباء الكنيسة يفسرون تفسيرًا صحيحًا هذه الأمور (كل الفلوكاليا تتحدث عن هذه الأمور).
الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
يوجد نوعين من الإيمان. إيمان عقلي للقبول. هنا الإنسان يقبل شيء منطقي ويؤمن بهذا الذي قبله. لكن هذا ليس هو الإيمان الذي يبرر الإنسان. عندما يقول الكتاب المقدس إن الإنسان بواسطة الإيمان فقط يخلُص (أفسس8:2), لا يقصد مجرد إيمان القبول العقلى . الإيمان الآخر هو إيمان قلبي, إيمان القلب, لأن هذا الإيمان لا يوجد في المنطق, أي في العقل لكن في القلب. هذا الإيمان هو عطية الله, أي لن يناله الإنسان, لو لم يرد الله أن يمنحه له, ويُدعيَّ إيمان مغروس في الداخلἐν διάθετος πίστις. هذا الإيمان ترجاه الأب الذي كان له إبن به روح أخرس- في الإنجيل - من المسيح أن يمنحه إياه, قائلاً: "أومن يا سيد فأعِن عدم إيماني" (مر24:9). هو آمن عقليًا, لكن ليس لديه الإيمان القلبي المغروز في الداخل الذي هو عطية الله.
لكن الإيمان القلبي يأتي من خبرة النعمة. وطالما هو نتاج خبرة النعمة, ماذا يمكن أن يكون إيمان القلب بالنسبة للإرثوذكس؟ إنها الصلاة الذهنية (القلبية). إذن, عندما يكون لدي الإنسان الطلبة الذهنية في قلبه والتي هي صلاة الروح القدس, عندئذٍ أيضًا لديه الإيمان القلبي الداخلي وبواسطة الإيمان من خلال الصلاة يري أمور غير منظورة. لأجل هذا أيضًا, عندما يحدث مثل هذه الأنواع من الروئ, يُقال ثيوريا أي معاينة الله θεωπία. والثيوريا θεωπία تعني رؤية όρασις والرؤية تصير عمومًا بطريقتين: بطلبة الروح القدس في القلب, عندما لا يصل الإنسان بعد إلي الشركة والاتحاد بالله , عندئذٍ يمكن أيضًا أن يري الكل بواسطة الصلاة, أو بالاتحاد, تلك الحالة التي فيها يبطل هذا الإيمان الداخلي وكذلك أيضًا الرجاء وتبقي فقط المحبة تجاه الله كعطية الله. هذا ما يقصده بولس حين يقول: "فحينئذٍ يُبطل ما هو بعض" (1كو10:13). عندما يأتي الكامل, يُبطل الإيمان والرجاء وتبقي المحبة. وهذه المحبة هي حالة الشركة التامة ( التأله ). في هذة الحالة تبطُل المعرفة, وتُبطل النبوة ويتوقف اللسان وتبقي فقط المحبة. بولس الرسول يقول هذه الأمور بكل وضوح وآباء الكنيسة يفسرون تفسيرًا صحيحًا هذه الأمور (كل الفلوكاليا تتحدث عن هذه الأمور).
"فحينئذٍ يُبطل ما هو بعض" (1كو10:13)
ردحذف