الثلاثاء، 10 مايو 2011


9ـ ما هو جوهر تقليدنا الأرثوذكسي؟
الاب رومانيدس - ترجمة د جورج عوض


الموضوع الآن هو ما هو جوهر التقليد الأرثوذكسي؟
التقليد الأرثوذكسي يقدم منهج شفاء ذهن الإنسان, وهذا الشفاء, كما قلنا, لديه مرحلتين, الإستنارة والتأله التأله أي معاينة الله, إنه ضمان للشفاء, لرؤية الله التامة هذا المنهج الذى هو الشفاء, اى التربية الشفائية التي يقدمها التقليد الأرثوذكسي سُلِمَ من جيل إلي جيل بأناس قد وصلوا إلي الإستنارة والتأله وصاروا معالجين لآخرين بمعني ليس مجرد نقل معرفة من الكتب, بل نقل وقبول خبرة, خبرة الإستنارة وخبرة التأله
أيضًا يُلاحَّظ أنه في العهد القديم, حالة الإستنارة والتأله هما لدي البطاركة فقط وأنبياء بني إسرائيل هذه هي ظاهرة تاريخية قبل الأنبياء لدينا البطاركة قبل موسي لدينا إبرآم لكن نقرأ في العهد القديم أنه حتى زمن إبرآم كان يوجد وعي بحالة الإستنارة والتأله إبرآم ذاته كان معاين لله, أي وصل إلي التأله وهذا ظاهر بوضوح بالنسبة لعصر ما قبل إبرآم أيضًا لدينا عناصر من التقليد العبري بأن الإستنارة والتأله كانا موجودين في أجداد إبرآم, علي سبيل المثال نوح هذا التقليد, تقليد الإستنارة والتأله نُقِل لم يظهر هكذامن العدم لم يظهر فجأة في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر قبل المسيح
يوجد عهد جديد, ,ويوجد أيضًا عهد قديم. في العهد الجديد لهو من السهل, الفحص, لأن فترته الزمنية محددة. لكن العهد القديم يحتوي علي 1500سنة تاريخ في هذه الفترة لدينا عمود فقِري. هذا العمود الفِقَري, الذي هو تقليد الإستنارة والتأله الذي نُقِل من نبي إلي نبي, هو جوهر التقليد الأرثوذكسي. نقل خبرة الإستنارة والتأله من جيل إلي جيل. هذا التقليد إمتد في العهد القديم من إبرآم حتى يوحنا المعمدان. هذا هو التقليد النبوي, تقليد البطاركة والأنبياء.
أيضًا قبل هذه الفترة لدينا الفترة الأولي التي إمتدت من آدم من خلال نوح إلي آدم. اليوم قد تحقق أرخيلوجيًا حقيقة الحوادث التاريخية المذكورة في العهد القديم, علي الأقل حتى عصر موسي. اليوم لا يوجد أحد يشكك في العهد القديم كنص عظيم له قيمة تاريخية. وأيضًا قبل موسي حتى عصر إبرآم علماء الآثار قد وجدوا عناصر تؤكد حقيقة ما ورد في العهد القديم عن شخص إبرآم.

إذن نري أن جوهر التقليد الأرثوذكسي ليس هو الكتاب المقدس بل هو نقل الخبرة, خبرة الإستنارة والتأله تعاقبيًا من آدم حتى أيامنا
سوف يحدثنا الاب رومانيدس المرة القادمة عن : الارثوذكسية ليست ديانه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق