الثلاثاء، 3 مايو 2011










اللاهوت الآبائى
2ـ مَنْ هو مريض النفس ψυχοπαθής بحسب آباء الكنيسة؟






الاب رومانيدس- ترجمة د جورج عوض
بالمفهوم الآبائي, كل واحد هو مريض النفس. ليس من الضروري أن يكون الشخص مريض بمرض إنفصام في الشخصية لكي يكون مريض نفسيًا. تعريف المريض النفسي من المنظور الآبائي هو ان المرض النفسي يوجد في الإنسان الذي فعلة الذهني في داخله لا يعمل بشكل صحيح. أي عندما يكون ذهن νοῠς الإنسان مملوء من الأفكار λογισμούς, ليس فقط الأفكار الشريرة بل الأفكار الصالحة.
مَنْ لديه أفكار, صالحة أم شريرة في قلبه, هذا الإنسان من المنظور الآبائي هو مريض نفسيًا أي بحسب آباء الكنيسة مَنْ لم يصل إلي حالة الإستنارة بنعمة الروح القدس هو مريض نفسيًا ψυχοπαθής.
لكن ليس بمفهوم الطب النفسي. المريض نفسيا بالنسبة للطب النفسي هو شيء آخر، إنه ذاك الذي يعاني من إنفصام في الشخصية. لكن بالنسبة للأرثوذكسية ، الذي لم يمر علي تطهير النفس من الشهوات ولم يصل إلي الإستنارة φωτισμό هو إما عادي normal أو غير عادي هذا هو الموضوع.
مَنْ هو المسيحي الأرثوذكسي العادي في التقليد الآبائي؟ لو أردتم أن تروه بوضوح تام, إقرأوا نص سر المعمودية, إقرأوا نص الميرون المقدس, الذي يُتمم بواسطة بطريرك القسطنطينية في يوم الخميس العظيم, إقرأوا نص تدشين الكنائس. هناك سوف ترون ماذا يعني هيكل الروح القدس, هناك سوف ترون مَنْ هو المستنير
φωτισμὲνος.
كل الطقوس وكذلك تقليد الكنيسة النسكي يشيرون إلي ثلاث مراحل روحية:

في التطهير من شهوات النفس والجسد, في إستنارة عقل أو ذهن الإنسان من نعمة الروح القدس, وفي تأله النفس وجسد الإنسان لكن بالأخص يتحدثون عن التطهير والإستنارة, لأن صلوات أسرار الكنيسة هي تعبيرات للعبادة العقلية. إذن مَنْ هو الإنسان العادي الأرثوذكسي؟ هل الإنسان المعمد ولكن غير الطاهر؟ هل هو الإنسان غير المستنير؟ أم الإنسان الطاهر والمستنير؟ طبعًا الآخير. هذا هو الإنسان النورمال normal الأرثوذكسي.
بناء علي ذلك فيما يختلف الإنسان العادي الأرثوذكسي عن الآخرين غير الأرثوذكس؟ هل الإختلاف في العقيدة؟ بالتأكيد, لا خذوا الأرثوذكس عمومًا. الكل منهم لديهم نفس العقيدة, ونفس التقليد ونفس العبادة. يمكن أن يوجد في نفس الكنيسة 300 ثلثمائة شخص أرثوذكسي لكن من كل هؤلاء فقط يوجد خمسة هم في حالة الإستنارة, بينما الآخرون لا يكونوا في هذه الحالة. وأيضًا الآخرون هؤلاء ليس لديهم فكرة عن ما هو التطهير. وهنا سؤال يفرض نفسه كم هم المسيحيون العاديون الأرثوذكس في الثلثمائة الموجودين؟ للأسف خمسة فقط.
التطهير والإستنارة هما حالتين محددتين للشفاء, واللذان تحدثا عنهما الآباء الروحيون والمستنيرون بدقة. إذن هل لدينا هنا معايير طبية واضحة جدًا, أم ليست معايير طبية تمامًا؟ طالما أن الذهن هو عضو طبيعي للإنسان, لكل إنسان ـ لأنه ليس فقط اليونانيون أو الأرثوذكس لديهم ذهن بل أيضًا المسلمون والبوذيون وكل العالم ـ بالتالي كل البشر لديهم نفس الإحتياج للتطهير والإستنارة أليس الأجراء الشفائي هو واحد أم توجد وسائل شفائية لهذا المرض؟ وهو حقًا مرض أم لا؟
يحدثنا الاب رومانيدس المرة القادمة عن: إبتعاد المسيحية الغربية عن الاخلاق الارثوذكسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق