الاثنين، 16 مايو 2011


11ـ مَنْ هم معلمى ( لاهوتي ) الكنيسة؟
الاب رومانيدس – ترجمة د جورج عوض
الجدير بالذكر ان الاب رومانيدس فى كل مقالاتة عندما يتكلم عن التأله لا يقصد تحول الانسان الى اله بل يشدد على الهوة الشاسعة بحسب الجوهر بين الله غير المخلوق والمخلوقات ، والتأله عندة يتطابق مع ما قالة القديس بطرس بأننا صرنا " شركاء الطبيعة الالهية " 2بط4:1 . ولا يقصد ايضا التأله المرفوض الذى يصاحبة الافتخار والتكبر كما اخبرت الحية ادم وحواء " تصيران مثل الله " . والملاحظ ان ما يتحدث عنه الاب رومانيدس قد اختبرة النساك والرهبان الاقباط وسُجل فى سير القديسيين للكنيسة القبطية ، نقصد مرحلة التطهير ثم الاستنارة وبعد ذلك شركاء الطبيعة الالهية ( المترجم - أنظر د.نصحى عبد الشهيد ، الروحانية الارثوذكسية  2008 ، ص199-206)                                             مَنْ هم الآن لاهوتي الكنيسة؟ إنهم فقط أولئك الذين وصلوا إلي الرؤية θεωρία أو المعاينة. الرؤية أو المعاينة تمثل الإستنارة والتأله. الإستنارة هي حالة دائمة حيث توجد في حالة فعل ἐν ἐνεργείᾳ كل النهار والليل, وأيضًا أثناء النوم (أنظر نش2:5). بينما الشركة هى حالة فيها يري الشخص مجد الله والتى تمتد لفترة كما يريد الله.
المستنير يمكن أن لا يصل أبدًا إلي هذة الحالة. فالله, الذي يمنح هذه النعمة, يحكم هل من الضروري أن يقود هذا المستنير إلي التأله وفي حالة أنه لا يقود شخص لهذة الحالة يمكن أن يكون هكذا من الأفضل لنفس هذا المستنير, لأن  كان يمكن لهذة الحالة أن تسبب ضررًا له, علي سبيل المثال يقوده إلي التفاخر والتكبر. إذن الله يقود الشخص إلي هذة الحالة, عندما لا يكون في خطر روحيًا وعندما تكون ضرورية له سواء لتعضيده أو لتقويته أو لكي يُعِدَّه لإرسالية ما.
 هكذا الخبرة  ليست هي إتوماتيكية. أي لا يمكن للمستنير أن يكتسبها, لمجرد انه يريد أن يكتسبها. المستنير بالحري يتجنب طلبها من الله. لكن عندما تكون هناك ضرورة لإكتسابها, فإن الله يعطيها ويُظهِر له مجده, نوره غير المخلوق, علي سبيل المثال ناسك يحيا في الصحراء, في عزلة عن البشر ولا يملك أشياء كثيرة, وهذا لأجل محبة الله. عندئذٍ, طالما تطّهّر يأتي الروح القدس ويعزية ويمنحه خبرات ( الشركة)التأله.
 الناسك الحقيقي ليس هو إطلاقًا بمفرده, بل علي الأقل لديه في قلبه الروح القدس الذي يصلي بلا إنقطاع في داخله ويصنع معه رفقة في عزلته الظاهرية. هذه هي حالة الإستنارة لكن عندما يحكم الروح القدس بأنه يجب ان يذوق حالة الشركة, حينذاك يمنح له لفترات  هذة الخبرة , عندما يحتاج وطالما هي لصالحه, علي سبيل المثال لتقويتة بعد هجوم شيطاني عليه. وهذه الأمور تظهر واضحة في حياة القديسين. إذن في هذين المرحلتين, أي في الإستنارة والشركة, معرفة الله هي إختبارية تمامًا. ليست معرفة ميتافيزيقية, أي نتيجة تأمل فلسفي.

هناك تعليق واحد:

  1. مقال رائع هو المختصر المفيد هى بهاريز اوخلاصه الخلاصه متعونا ومتعوا الناس بالتعاليم التى تسكرنا بالفهم والتى تقودنا الى علاقه حيه مع الله وليست علاقه نظريه او رؤيه فلسفيه تحيه للمدونه وصاحبها مشكور يا دكتور ومشكوره ترجماتك ومجهوداتك الصادقه متعك الله بالصحه والعافيه ومعك باقى الاستف فى المركز ولا يذكر المركز الا ويذكر العملاق ابو التكريس الدكتور ..نصحى لكم جميعا نرفع القبعه .. صلواتكم والى لقاء

    ردحذف